بغداد - العراق اليوم
طالب نواب في البرلمان العراقي بفتح تحقيق مُوسّع في وزارة التربية لمعرفة أسباب حصول الطلاب على نسب نجاح متدنّية غير مسبوقة بلغت 34% فقط، الامتحانات النهائية للشهادة المتوسطة، مع العلم أن الوزارة بلا وزير للشهر التاسع نتيجة خلافات سياسية داخل البرلمان تتعلق بتسمية الوزير.
وكان وزير التربية وكالة قصي السهيل قد أكد في وقت سابق إن نسب النجاح الأولية للصف الثالث المتوسط مقاربة لنسب النجاح للعام الدراسي الماضي.
وأضاف، أن "مديرية الامتحانات تعمل على إعداد النسب الخاصة بنجاح الطلبة في بغداد والمحافظات، وهناك نسب ستكون للناجحين والراسبين لكل محافظة مع عدد المدارس ونسب نجاحها، فضلا عن أعداد اسماء الطلبة الأوائل والمحافظات الأولى في نسب النجاح لطلبتها".
و تظهر أرقام وإحصاءات قطاع التربية تدنّيًا واضحًا في جودة التعليم ومخرجاته. ويعزو مسؤولون عراقيون الأمر إلى آفة الفساد التي تنخر مختلف مؤسسات البلاد، وضعف البنى التحتية للتعليم في العراق كالمدارس ووسائل التعليم والمناهج المعتمدة، وعدم التزام المدرسين بالخطة الوطنية للتعليم.
ووفقا لبيانات وزارة التربية العراقية فإن نسبة النجاح بلغت 34 في المائة، وسط تشكيك مراقبين بأن النسبة أدنى من ذلك، وتم رفعها لحفظ ماء الوجه ضمن الحد الأدنى. وطالب برلمانيون بفتح تحقيق موسع للكشف عن أسباب تدني نسبة النجاح في البلاد. وشدّد النائب في البرلمان، سلام الشمري، على وجوب تشكيل لجنة تحقيق في وزارة التربية لمعرفة سبب تدني نسب النجاح خصوصًا في المدارس الأهلية التي سجلت نسب الرسوب الأعلى"، معتبرًا أنه "لا يمكن السكوت على ذلك في الدراسة المتوسطة، وهو أمر مفزع ومثير للاستغراب ومحزن". وعزت عضو البرلمان العراقي، إقبال عبد الحسين، أسباب تدني نسبة النجاح في أنها تكمن في "صعوبة المناهج"، مطالبة الوزارة بـ"فتح تحقيق للوقوف على أسباب نسب النجاح المتدنية".
واعتبرت عبد الحسين أن "سياسة وزارة التربية سلبية وخاطئة، ولا تهتم برصانة العملية التعليمية، وللتغطية على فشلها منحت الطلبة دورًا ثالثًا لأداء الامتحانات ما يخرج العراق سنويًا من التصنيف العالمي". وانتقد عضو مجلس النواب، عن كتلة الحكمة النيابية، النائب محمود ملا طلال، أداء وزارة التربية والقائمين عليها نتيجة تدني نسب النجاح بعد إعلان نتائج امتحانات الثالث متوسط.
وقال ملا طلال في بيان صحفي:" إن تدني نسب نجاح طلبة الثالث متوسط مؤشر خطير لما وصلت إليه العملية التربوية وغياب الرؤية والخطط الستراتيجية لتطوير هذا القطاع الحيوي والمهم وعدم تمكن الوزارة من اداء مهامها بالشكل الصحيح".
وأضاف" إن هذه النتائج المتدنية تتحملها الوزارة وعليه نطالبها بتشكيل لجنة تحقيقية لتدقيق الدفاتر الامتحانية للكشف عن الأسباب الحقيقية وراء ذلك التراجع وتكون هناك دراسة علمية بهذا الخصوص لتصحيح الإخطاء ووضع خطط جديدة للارتقاء بالعملية التربوية ومغادرة الأساليب التقليدية بالاضافة الى إعفاء المدراء العامين للمديريات التي حققت أسوأ نسب وكذلك الحال لمدراء المدارس التي سجلت نسبة رسوب عالية". وطالب ملا طلال" بإصدار قرار يسمح للطلبة الراسبين بإعادة امتحاناتهم في الدور الثاني إسوة بطلبة السادس الاعدادي أو على أقل تقدير اعتبار من رسب بثلاثة دروس مكملًا ليتمكن من تأدية الإمتحان في الدور الثاني.
واعتبر مختصون أن ما حصل يمثل فشلًا كبيرًا في العملية التربوية في العراق. ، وطالبوا بمعالجة المشكلة لأنها إذا لم تعالج سنكون أمام كارثة حقيقية، إذ إن مرحلة الرابع الإعدادي ستكون في مستوياتها الدنيا من حيث عدد الطلاب".
وفي خضم هذه الكارثة التعليمية ما زالت الكتل والأحزاب السياسية في البرلمان العراقي متصارعة حول منصب وزير التربية الذي ما زال شاغرًا يديره وزير بالوكالة. ويقول ناشطون إن وزارة التربية أصبحت إحدى أفشل الوزارات في تاريخ العراق منذ عام 2003 بعد تسلم مسؤوليتها من قبل الأحزاب الإسلامية التي ما زالت تسيطر على مفاصلها، مع التدهور الكبير في التعليم.
من جانب آخر أصدرت منظمة ديالى لحقوق الإنسان /إحدى منظمات المجتمع المدني، الأحد، تقريرًا حول نتائج امتحانات المرحلة المتوسطة في ديالى.
وقالت المنظمة في تقريرها ، إنه "من خلال إعلان النتائج التي اعلنتها وزارة التربية والتعليم للمرحلة المتوسطة للعام الدراسي 2018 ــ 2019 على مستوى العراق بشكل عام وما نتابعه طلبتنا بمحافظة ديالى بشكل خاص ، نقولها بصدق ان نسبة النجاح لهذا العام مخجلة للاسف". وأضافت: "يتحمل مسؤولية هذه النتائج الجميع ( رئاسة مجلس الوزراء و البرلمان العراقي و وزارة التربية ولمدراء العامون ومدراء المدارس وعوائل الطلبة )، كلنا نعلم إن سمو ورقي أي بلد يبدأ من الاهتمام بالتربية والتعليم من خلال وضع المناهج التربوية التي تتناسب مع التطور العالمي للوصول الى رقي تربية التلميذ او الطالب".
وتابعت ، إن "التعليم لا يقاس بالبنايات ولا المهرجانات بل يقاس من حيث رصانة المنهج ، ولأجل مستقبل ابنائنا علينا جميعًا أن يكون شعورنا الوطني، أن نحس جميعًا بخطورة الانزلاق الذي نمر فيه نحن وأجيالنا من الناحية التربوية والتعليمية ، نعم علينا تحمل المسؤولية بشجاعه وخصوصًا المختصين لأجل إنقاذ أجيال المستقبل ، وإن العملية التربوية تحتاج الى إعادة تنظيم وترميم ماتم هدمه خلال السنوات الماضية نتيجة الحروب والنزوح وغيرها من الظروف التي حدثت للمجتمع العراقي بشكل عام ومجمع محافظة ديالى بشكل خاص".
قد يهمك ايضا