دراسة تكشف عن تأثر اختيار المواد والتحصيل الدراسي بالجينات بنسبة كبيرة

كَشَفت دراسةٌ جديدة أن اختيارات الطلاب لمواد A-level ترتبط بالجينات بنسبة 80% ، في حين بلغ تأثير العوامل البيئية المحيطة بهم مثل الحياة المنزلية 23% على اختيار المواد. وزعم الباحثون أن هذه النتائج تدعم فكرة أنه ينبغي إعطاء الأطفال المزيد من الخيارات في ما يدرسون في المدرسة، مع اتباع نهج أكثر تخصيصا للتعليم.

وأوضحت كايلي ريمفيلد المؤلفة الأولى للدراسة  من "جينز كوليدج" في  لندن، أننا "نعتقد أنه يجب على الأفراد أن يختاروا خبراتهم التعليمية الخاصة، وأن ذلك يستند جزئيا إلى النزعات الجينية". وفحصت الدراسة المنشورة في مجلة  Scientific Reports بواسطة باحثين من لندن وأميركا بقيادة روبرت بولمن ، سبب اختيار 6584 طالبًا لمواد  A-level بما في ذلك 2318 آخرون اختاروا غيرها ، واستطلعت الدراسة نتائج الامتحان ل 3308 من الذين استكملوا A-levels في عمر 18 عاما، واستطاع الفريق البحثي معرفة التأثير الجيني والبيئي على حد سواء في ما يخص اختيار المواد والانجازات من خلال النظر إلى اختيارات الطلاب للمواد، ونتائج الامتحان للتوأم المتماثل وغير المتماثل.

ويحظى التوأم المماثل بنفس الجينات بينما يشترك التوأم غير المماثل في 50% فقط من الجينات، وأظهر الفرق في اختيار المواد والتحصيل بين التوأم المماثل وغير المماثل أن الجينات الوراثية تلعب دورا كبيرا، وأرجع العلماء 50 -80% من اختيار المواد إلى تأثير الجينات، وعند جمع المواد في فئة العلوم الانسانية وفئة مواد "Stem" (العلوم والرياضيات والهندسة التكنولوجية) كشفت النتائج أن أثر الجينات كان 50 و60% على التوالي، بينما كان للعوامل البيئية مثل تجارب الأسرة أثر اقل بنسبة 18% على اختيار مواد العلوم الإنسانية و23% لاختيار المواد العلمية  "Stem"،  وأرجع التأثير المتبقي للعوامل البيئية التي تختلف بين الشقيقين مثل اختلاف المعلمين أو مجموعات الصداقة.

وكشف الباحثون عن تأثر التحصيل والانجاز الدراسي بقوة بالجينات، حيث وجد أن 59% من الأداء الدراسي في مستوى A-level وراثيا، في حين بلغت نسبة العوامل البيئية فقط 7% من تباين أداء، وعلى النقيض فقد جاء اختيار استكمال الدراسة حتى مستوى  A-levels متأثرا بشكل متساوٍ بين العوامل الوراثية والعوامل البيئية بنسية 44% و47% على التوالي، وتابعت ريمفيلد " ما يظهر حقا وجود تأثير وراثي واضح في العلوم الإنسانية والمواد العلمية بالنسبة للاختيار والانجاز على حد سوا"، وفي حين لم يتم العثور على جينات معينة ترتبط بهذا التأثير يُعتقد أن آلاف الاختلافات الصغيرة في الحمض النووي للفرد تساهم في ذلك بدرجة صغيرة. واشار الباحثون إلى أن التوريث يصف ماذا يكون وليس ما يمكن أن يكون.

وتسمع معرفة الاستعداد الجيني الوراثي للطالب للمعلمين بتقديم دعم مخصص لكل طالب، وأردفت ريمفيلد " إذا علمنا من خلال جينات الطالب الوراثية أن لديه مشكلة في تعلم القراءة على سبيل المثال فيمكن أن نتدخل في وقت مبكر"، ويقول مايكل ريس من كلية لندن معهد التعليم " تكمن الصعوبة في أن معظم الناس يسمعون كلمة وراثة ويعتقدون بحتميتها، ولكن إذا تغيرت البيئة كثيرا تصبح الجينات أقل أهمية، فمثلا إذا بذلنا مزيدًا من الجهد لجعل الفتيات تواصل اختيار الفيزياء في مستوى A-level أتوقع أن يقل الجانب الوراثي في اختيار الفيزياء".

وأوضح "إيوان بيرني" من معهد المعلوماتية الحيوية الأوروبي أن النتائج لم تكن مفاجئة، مضيفا " أعتقد أن الأمر شبه مؤكد في ما يكمن وراء هذه الأشياء، مثل القدرة على التركيز وتغيير الخيارات وعلى سبيل المثال ربما لا يرتاح شخصا في الهجاء بينما يكون جيدا في الرياضيات والفيزياء". وحذر بريني من أن النتائج لا تعني أنه يمكن التنبؤ باختيار الطالب للمواد أو التنبؤ بأدائه وانجازه الدراسي من الجينات الخاصة به، ومن المرجح أن تختلف الخبرات التعليمية على نطاق واسع بين المدارس فضلا عن اختلاف مستويات A-levels، وتابع بيرني " معظم هذه القرارات تؤخذ من قبل أفراد يعتبرون وكلاء فرديين ليسوا مدفوعين بالحمض النووي، ومن الجيد المساعدة في فهم التعلم والبحث فيه، ولكن يصبح الأمر أقل ملاءمة على أساس فردي، ومع اختلاف التعليم وعوامل أخرى من شخص لأخر فإنه من غير المحتمل أن الوراثة هي العامل المهيمن في اختيارات مستوى A-level".