شرب الخمر وتعاطي المخدرات داخل نطاق الحرم الجامعي
القاهرة ـ شيماء مكاوي
انتشرت ظاهرة ، فيما أكد خبراء علم نفس واجتماع لـ"العرب اليوم"، أن نحو 90% من الطلبة ينتهكون قدسية الحرم الجامعي، في حين لفت البعض إلى أن الأمور وصلت إلى حد ممارسة الرذيلة داخل المدرجات. ومن ناحيتها، تقول عبير عبد الحميد، طالبة:" كثيرًا
ما أشك أننا في جامعة، وكأننا داخل ملهى ليلي أو حدائق للعشاق، فأحيانا أرى زجاجات الخمر، وحبوب (الفياجرا) تتناقل بين الشباب، وأنا كفتاة أخجل من هذه التصرفات غير اللائقة داخل الجامعة، وأعتقد أن حل هذه المشكلة مستحيل".
في السياق ذاته، تقول الطالبة دينا سالم:" ذات مرة كنت في كافيتريا الجامعة، وأدهشني أنها تحولت إلى ما يشبه ملتقى للعشاق، فكل اثنين يجلسون إلى جوار بعضهما متلاصقين بطريقة غير محترمة، فالشاب يمسك يد الفتاة ويقبلها، ونكتفي بهذا القدر فالتفاصيل الباقية معروفة"، مؤكدة أن تلك كانت "أول وأخر مرة" تدخل فيها الكافيتريا".
في المقابل، يرى الطالب وائل محمد حافظ، أن " الشاب لديه العذر، فالفتيات يرتدين ملابس لا تصلح للجامعة، ويمكن ارتداؤها في المراقص أو الملاهي الليلية"، فيما تدافع هبة عن أبناء جنسها، قائلة:" ليس كل الفتيات يلبسن ذلك، ولكن هناك محجبات، ولا أنفي أن هناك من يرتدين ملابس مثيرة، وعلى الجميع أن يحترم الحرم الجامعي".
وقال أستاذ علم النفس، الدكتور عبد المنعم شحاتة:"90 % من الطلبة ينتهكون الحرم الجامعي، ومن وجهة نظر علم النفس فإن هذه الظاهرة إحدى مشكلات سوء السلوك. وفي الماضي كان الطالب يعي معنى قدسية الحرم الجامعي، فلم يكن يسير بسيارته في داخله باستثناء ذوي الاحتياجات الخاصة، وكان لا يُسمح للطالب بالتدخين، أما الآن نظرًا للتغيرات السلبية التي طرأت على مجتمعنا الشرقي جراء التداخل البشع للقنوات الفضائية والإسفاف في الإنتاج السينمائي والتليفزيوني، اختلفت السلوكيات، ولم يعد هناك إلا المباح الجامعي".
وأضاف شحاتة:"الانضباط هو أول حلول هذه المشكلة، وهذا يتطلب تعاونًا من الأساتذة والعاملين في الجامعة، ويجب توحيد مواعيد الدراسة حتى يكون الحرم الجامعي مليئًا بالطلاب ويمنع خفافيش المخدرات والتحرش بالإناث من أن يفعلوا أفعالهم، كما يجب تفعيل دور الأنشطة الطلابية واتساع مجالاتها لتستوعب جميع الطلاب من الجنسين للحد من هذه الظاهرة.
من ناحيته، قال الدكتور مصطفى السخاوي، أستاذ علم الاجتماع:" إن مشكلة الانفلات داخل الحرم الجامعي، لها جوانب اجتماعية كثيرة، فغياب الرقابة الأسرية من أولى أسباب الظاهرة، وعلى الأب المشاركة والوقوف بجانب الأبناء وتصحيح أخطائهم، والأم تغرس القيم والدين، وعلى الأستاذ الجامعي أن يوجه الطلبة داخل قاعة المحاضرات، وأن يكون قدوة لهم، وينصحهم بالابتعاد عن السلوك الخاطئ، واستبداله بالأنشطة المفيدة.
في السياق ذاته يقول محمد إبراهيم، المسؤول عن تأمين الجامعة:" لابد أن يكون هناك عقاب للطلبة المنفلتين، وإلا تفاقمت هذه الظاهرة"، لافتًا إلى أن هناك أوامر وتعليمات تمنع الأمن من الاقتراب من هؤلاء الطلبة، بدعوى الحرية الشخصية، حتى لو كان الشاب في وضع غير طبيعي".
ويضيف:" يوجد كثير من الشباب يشربون الخمر في الجامعة، فذات مرة ضُبِط طالب داخل لجنة الامتحان يغش، وبتفتيشه عُثِر معه على زجاجة خمر، وللأسف لم يتم اتخاذ أي إجراء ضده، لأنه في مقتبل العمر، واكتفينا بتحذيره"، فيما أشار إبراهيم، إلى أن "هناك عقابًا أمنيًا يتراوح بين السجن من 6 شهور إلى 3 سنوات، بالإضافة إلى الفصل من الجامعة".
عن أغرب حالات الانفلات داخل الحرم الجامعي، قال إبراهيم:" ذات مرة كان هناك طالبان يتشاجران معًا، وبالتحقيق تبين أنها بسبب فتاة تمارس الرذيلة مقابل مبلغ مادي زهيد 5 جنيهات، والطريف أن المشاجرة كانت بسبب طالب تعدى على دور زميله".