دمشق - العرب اليوم
لا تزال بعض النساء في جبل العرب، على الرغم من تعدد الصناعات اليدوية المتطورة، لا يمكنهن الاستغناء عن صناعة "القش"، تلك الصناعة التي ما زالت تحافظ على رونقها المميز الذي يعبق برائحة الماضي بكل مقتنياته، وإذا لم تتمكن بعضهن من إتقان الصناعة فإنها بلا شك تسعى لاقتناء قطع متعددة منه.
وتحدثت الجدة سلمى سعيد، من قرية "صميد" والبالغة من العمر 80 عامًا، عن بداياتها في صناعة القش بالقول: «بدأت العمل في صناعة القش بعمر عشرة أعوام، حيث كانت البداية بصنع الأطباق الصغيرة، وبعد أن أتقنت الصنعة بدأت بصنع السلال والصحون و"القفف" والتي تشبه جرار الماء ولكنها أوسع قطرًا وأقصر طولًا، ولها أحجام مختلفة وزخارف متعددة ومتنوعة، كنا نضع فيها الثياب، ومنها ما كان مخصصًا لوضع المؤونة، أي أطباق القش كانت بديلة الصواني في ذاك الزمن، أما اليوم فإنها تعلق على الجدران وتزين بها المنازل، والسلال كانت تستخدم سابقًا لوضع الطعام والفواكه، وحاليًا بسبب توافر البرادات التي تحفظ الطعام أصبحت تستخدم السلال في الديكور وتوضع فيها الزهور".
وبشأن الأدوات التي تستعملها تضيف الجدة بالقول: «نستخدم "المخلة" وهي إبرة ثخينة، والقش أو ما يسمى "القصل" ومصدره من القمح والشعير، ولكن حاليًا نجد في الأسواق "قصل" بلاستيكي بألوان متعددة، صنعه أسهل من صناعة القش العادي لأنه أقل تكسرًا، ومن يتقن الصنعة لا يجد فرقاً بين النوعين، ولكن الألوان الجميلة والمتعددة "للقصل" البلاستيكي تجعلنا نبتكر الكثير من التصاميم في الأطباق والصحون وغيرها».