بيروت - فادي سماحة
قطع أهالي منطقة إقليم الخروب مسربي الأوتوستراد الساحلي الجنوبي في منطقة الجية عند مفرق برجا بالحجارة والردميات لمنع وصول شاحنات شركة "سوكلين" لجمع نفايات بيروت إلى كسارة سبلين في الإقليم، ما عكس زحمة سير خانقة على أوتوستراد الجنوب، وصادر المحتجون عددًا من الشاحنات كانت مقبلة من بيروت في السعديات والجية، وتم تسليمها إلى بلديات المنطقة.
وقد تأرجحت أزمة تراكم النفايات في بيروت وضواحيها وفي جبل لبنان، الأحد الماضي، بعد إقفال مطمر منطقة الناعمة في 17 تموز/ يوليو الجاري، بين الحلحلة والتّصعيد.
هذا وتم تحويل السير إلى طرق فرعية، كما تجمع عدد من الشبان عند مدخل الكسارة، وأكد المعتصمون استمرار الاعتصام حتى عودة الحكومة ووزارة البيئة عن قرارهما نقل النفايات إلى منطقة إقليم الخروب، وطالبوا زعيم "تيار المستقبل" الرئيس سعد الحريري ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النيابي وليد جنبلاط بالضغط على الحكومة والمعنيين لعدم تحويل إقليم الخروب مكبًا للنفايات.
وأكد رئيس بلدية جدرا الأب جوزيف القزي رفض الأهالي القاطع تحول إقليم الخروب مكبًا لنفايات العاصمة، وفتحت الطريق بشكل جزئي عصرَا، واستمر الازدحام حتى ساعات متأخرة.
وبين المشهدين تواصلت المساعي لتأمين حل مرحلي لهذه المسألة، وأدّت الاتصالات في الساعات الماضية إلى تبشير وزير البيئة محمد المشنوق أهالي بيروت وضواحيها بانطلاق عمليات رفع النفايات من المدينة بعدما تم التفاهم على الأماكن التي ستوضع فيها البالات المعالجة وتسليم لوائح الأماكن لرؤساء اتحادات البلديات في المناطق المختلفة.
ثم أعلن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة تمام سلام، في بيان قبيل منتصف ليل السبت الماضي، أن سلام وضع صيغة حل مرحلي فوري وموقت لأزمة النفايات في بيروت وضاحيتيها ومناطق في جبل لبنان بالتعاون مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري والحريري وجنبلاط، تقضي برفع النفايات من هذه المناطق فورًا إلى مواقع تم تحديدها من قبل وزارة البيئة".
وأوضح البيان أن الصيغة التي تم التوصل إليها تأتي استنادًا إلى قرار مجلس الوزراء على أن تبدأ هذه الأعمال فورًا، بينما سيُستكمل العمل على تقويم العروض الخاصة بالمناقصات التي تم إطلاقها تطبيقًا لهذا القرار الذي أطلق عليه اسم الخطة الوطنية للإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة بحيث يليها في أسرع وقت ممكن إقرار دفاتر التلزيم لمناقصات التفكك الحراري في المدن الرئيسية التي يجرى الإعداد لها تطبيقًا للقرار الذي اتخذته حكومة الرئيس الحريري في 1/9/2010، والقرارين المكمّلين له في العام الجاري وإطلاق المناقصات ذات الصلة.
وأكد الرئيس سلام أمام زواره أنه تم التوافق على اعتماد مكب سبلين كمكب رئيس لاستيعاب كمية كبيرة من النفايات ومواقع أخرى إضافية منها صيدا وكسروان والمتن بالتعاون مع اتحادات البلديات في هذه المناطق لحل مشكلة النفايات في بيروت.
وعزت مصادر سلام تفاقم أزمة النفايات إلى الشلل الحكومي، وأنه لو كانت الحكومة تعمل في شكل طبيعي لما كنا وصلنا إلى ما وصلنا إليه، مشيرة إلى أن هناك أزمة سياسية كبيرة نعيشها، وتتطلب المعالجة.
وبدأت منذ صباح الأحد الماضي 70 شاحنة تابعة لـ"سوكلين" بإزالة النفايات من شوارع بيروت التي تنتج 3000 طن يوميًا لتوضيبها في منطقة الكرنتينا في بالات كحل موقّت قبل توزيع كل 300 طن أو أكثر على مكبّات موقّتة حددتها وزارة البيئة.
وأكد رئيس بلدية بيروت بلال حمد أن إزالة النفايات من الشوارع ستستغرق أيامًا، وأنه سيتم نقل النفايات إلى منطقة الكرنتينا لتكبيسها وتحويلها بالات لتنقل معلّبة، وعقد اجتماع طارئ في الداخلية لمعالجة الأزمة.