واشنطن ـ رولا عيسى
بعد أكثر من نصف قرن، تمكن العلماء من حل لغز "وحش تالي"، وهو كائن غريب فقري رخو عاش منذ نحو 300 مليون عام، في منطقة ساحلية عند مصب نهر شمال شرق ولاية إيلينوي الأميركية.
ووفقًا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، يشبه جسم هذا الكائن الطوربيد، واسمه العلمي "تاليمونستروم غريغاريوم"، وله خرطوم ينتهي بشيء يشبه المخلب به صفان من الأسنان المخروطية، وتوجد عيناه في نهاية ما يشبه القضيب الممتد على جانبي الرأس، ولا يتعدى طوله 35 سنتيمترا، وله في الذيل زعنفة رأسية وأخرى طويلة وضيقة في الظهر.
وفي العام الماضي، أعلن فريقان من العلماء، أن هذا الكائن هو أغرب كائن حي على الإطلاق، وخلصوا إلى أنه ينتمي إلى شعبة الفقريات ويشبه نوع من الأسماك التي لا فك لها تسمي "لامبري"، وهي من الحيوانات الفقرية المائية اللافكية مستديرة الفم.
إلا أن دراسة جديدة أكدت أن هذا التصنيف خاطئًا وقوضت حل لغز الوحش البحري الغريب، حيث قال عالم البليونتولوجي، في جامعة بنسلفانيا، ومؤلف الدراسة، البروفسير سالان: "هذا الكائن لا يدخل ضمن أي تصنيف بسهولة لأنه كائن غريب جدًا، وبالنظر إلى شكله فهو أبعد ما يكون عن الأسماك".
وأشار سالان، إلى أن العلماء خلصوا في بادئ الأمر إلى الكائن عبارة عن دودة أو ينتمي إلى شعبة الرخويات مثل خيار البحر، بينما هناك حجة أخرى تقول إنه نوع من مفصليات الأرجل مثل جراد البحر.
ولم تنجح محاولات تصنيف الكائن ضمن مملكة الحيوان خلال نصف القرن الماضي، ويعتقد الباحثون أن هذا الحيوان القديم كان كائن بحري ذو جسد رخو يعيش في المياه الساحلية الموحلة هي الآن شمال شرق ولاية إيلينوي.
وكان العلماء قد فحصوا الكائن بشكل أكثر دقة من أي وقت مضى، باستخدام تقنيات قوية مثل السنكروترون ورسم الخرائط وتحليل الخصائص الفيزيائية والكميائية لذلك الحيوان الأحفوري.
ويعتبر "وحش تالي"، معروفًا لدى العلماء منذ خمسينات القرن الماضي، عندما تم اكتشافه في أحد مناجم الفحم من قبل صائد الأحفوريات، فرانسيس تالي، عام 1958، ومنذ ذلك الحين اكتسب الكائن شهرة محلية كبيرة، حيث تزين صورته هيكل الشاحنات والمقطورات.