دمشق - العرب اليوم
راجت خلال الإسبوعين الماضيين أنباء عن مخاطر انهيار سد الفرات وغمر مدن وقرى على طول مجراه بالمياه. وتناقلت وسائل الإعلام الخبر بشكل سطحي، وتحدثت عن كوارث ستقع بناء على تصريح لمدير سد الفرات الذي لم يرَ السدَّ منذ أكثر من سنة، حسب فنيين عاملين هناك .
وحسب محللين عسكريين فإن الأخبار المضخمة غطت عن غير قصد، على الكارثة الحقيقية التي حصلت للسد ومرت مرور الكرام، وهو ما أرادته الولايات المتحدة الأميركية ، وتمثل بـ إنهاء إمكانية توليده للكهرباء الى الأبد. وقامت طائرة أميركية بإطلاق صاروخ جوي موجه بدقة دخل غرفة القيادة والتحكم بالسد الواقعة في الطابق الرابع منه من نافذتها الصغيرة، ليدمر كافة تجهيزات التحكم بالتوليد الكهربائي لعنفات السد.
وسبق هذا الصاروخ، صاروخ جوي آخر أصاب ساحة التوزيع الكهربائي الرئيسية التي تتحكم بالكهرباء المولدة من عنفات السد. وبحسب أحد الفنيين الموجودين في بناء السد أنه لم يتعرض لقصف بقصد الهدم إطلاقا كما راج، بل تعرض لإصابات بصواريخ نوعية شديدة الدقة بقصد إنهاء دوره في توليد الكهرباء، فالمحطة الهيدرو كهربائية تتألف من ثماني عنفات توربينية مائية تدير بقوة دفع المياه ثمانية مولدات كهربائية استطاعة كل مولدة مائة ميغاواط ويكون إجمالي الإستطاعة 800 ميغا واط أي ألف ميغا فولط أمبير وهي كمية كهربائية كبيرة سوريا بأمس الحاجة إليها”.
ولم يتم إطلاق الصواريخ على الطابق السابع وهو مكان تواجد العنفات، بل وبخبرة فنية مدروسة بدقة تم الإطلاق على غرفة التحكم، مما سبب إغلاق فتحات السد السفلية بالكامل ورجوع المياه المتبقية أمام السد لتغمر الطوابق الثلاثة السفلية والتي تتواجد فيها كافة تجهيزات توليد الكهرباء أسفل العنفات ومحركات التجفيف وتخرجها عن الخدمة نهائياً.
ويتألف مبنى السد من اثني عشر طابقاً يُعتبر الطابق الأعلى فيه هو الطابق الأول والطابق الأسفل فيه هو الطابق الثاني عشر. ولا تشكل كمية المياه الحالية في بحيرة السد خطرًا على بنيته حسب ما أكد مصدر هندسي لتلفزيون "الخبر"، خاصة مع ضعف تدفق المياه من المنبع حالياً ويمكن أن تشكل خطراً بعد شهر على الأقل في حال لم يتم التصريف. ولم تدخل أية جهة حتى الأن مبنى السد ولم تفتح أية بوابات إفاضة كما أذيع.
وعلى ارض الواقع تم فتح بوابة تبعد حوالي أربعة كيلومترات عن السد الرئيسي تسمى بوابة الخابور تصرف حوالي مائة وعشرين مترا في الثانية من المياه الواردة ولكنها تصب في مجرى الخابور. ولم تعد هناك أية مياه تصب في نهر الفرات، مما سيؤثر على مستوى بحيرة "سد البعث" التالي لسد الفرات والذي تغذي الكهرباء المولدة منه مناطق الرقة مما سيجعله يتوقف قريبا عن التولي،. وبالتالي فإن الهدف الحقيقي من كل هذه الضجة الإعلامية التغطية على جريمة جرت بحق تزويد السوريين بالكهرباء النظيفة عديمة التكلفة، وهي تحويل سد الفرات العظيم من سد (كهرومائي) الى سد مائي فقط.