عمان _ العرب اليوم
استقبل العاهل الأردني عبد الله الثاني، ولي عهد النرويج الأمير هاكون الخميس، لافتتاح محطة "صحارى فورست بروجكت" في العقبة، التي تقدم حلولاً بيئية متطورة توظف الموارد المتوافرة لإنتاج تلك التي يحتاج العالم إلى مزيد منها. وتعمل المحطة على توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بطريقة أكثر فعالية، وتشغيل طاقة ذكية وبيوتاً خضراء مبردة من خلال المياه المالحة لزراعة محاصيل عالية الجودة في الصحراء، إضافة إلى عزل غاز ثاني أوكسيد الكربون من خلال استرجاع الغطاء النباتي في الأراضي الصحراوية.
وأوضح الرئيس التنفيذي لـ "صحارى فورست بروجكت" جواكيم هوغ، أن "هذه المحطة ستكون نقطة البداية لتحقيق عمليات واسعة المدى في الأردن ودول أخرى"، مشيراً إلى أن "المحطة ممتدة على مساحة 3 هكتارات وموجودة خارج مدينة العقبة، حيث تستخدم تكنولوجيات مثبتة علمياً فقط، وتعمل على إيجاد نظام جديد باستخدام طاقة الشمس والمياه المالحة والمناطق الصحراوية وغاز ثاني أوكسيد الكربون لإنتاج الطعام والماء العذب والطاقة النظيفة".
ولفت إلى أن "المشروع يحظى بتمويل سخي من الحكومة النروجية والاتحاد الأوروبي وغيرهما"، معتبراً أن "ميزة المحطة تكمن في قدرتها على استرجاع الغطاء النباتي في الأراضي الصحراوية ومساهمتها في التطوير الاجتماعي من خلال إيجاد فرص عمل خضراء، عبر الإنتاج المدر للربح من الغذاء والماء العذب والوقود الحيوي والكهرباء". وأضاف هوغ أن هذا التحالف بين القطاعين العام والخاص "يهدف إلى استكشاف إمكان أن تصبح مدينة العقبة منزل طاقة في المنطقة من خلال طريقة جديدة في استهلاك الأراضي القاحلة".
واعتبر وزير المناخ والبيئة النروجي فيدار هيلغسين، أن مشروع "صحارى فورست بروجكت" يظهر كيف أن التطبيق الإبداعي للتكنولوجيا قادر على إحداث ثورة في أنظمة استعمال الأراضي بطريقة تفيد المناخ والناس والأعمال". وأوضح القائم بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي في الأردن إجيديجوس نافيكاس، أن "المشروع جزء من دعم الاتحاد الأوروبي للطاقة الخضراء في الأردن، حيث وصل الدعم إلى 160 مليون يورو حتى الآن".
وبدأت أشغال بناء المحطة، التي يعادل حجمها 4 ملاعب لكرة القدم في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2016، وبلغت كلفتها 3.7 مليون دولار. وتــعمل ألواح الخلايا الشمسية على إمداد الطاقة من أجل توفير الكهرباء في المنشأة، كما توجد مناطق خارج المنشأة لزراعة المحاصيل وتخزين ثاني أوكسيد الكربون من الجو في الغطاء النباتي للأرض القاحلة. وتحوي المنشأة وحدة تنقية مياه تؤمن يومياً نحو 10 آلاف ليتر، وبرك لإنتاج الملح ومختبر مجهز بأحدث التقنيات ومرافق تقنية مخصصة للبحث والتطوير.
وتهدف المحطة إلى إظهار القدرة على جني الأرباح من خلال التنمية المستدامة وفرص الإنتاج، التي تساهم في تحسين النواحي البيئية والاجتماعية في المناطق القاحلة. وستكون هذه المحطة الخطوة الأولى نحو إنجاز مركز يمتد على مساحة 20 هكتاراً في العقبة، ودمج الإنتاج مع مركز ابتكار وتطوير متخصص بالتكنولوجيا الخضراء.
يُذكر أن تكنولوجيا "صحارى فورست بروجكت" طُوّرت من خلال دراسات وتجارب علمية وتشغيلية، إضافة إلى برامج بحث وتطوير ونمذجة بيانات. وأظهرت عمليات التشغيل السابقة القدرة على المنافسة الفعالة في إنتاج المحاصيل، لتصل إلى 75 كيلوغرام لكل متر مربع وباستهلاك مياه، يصل إلى النصف مقارنة بالبيوت الخضراء الأخرى العاملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وجال الملك عبدالله وولي عهد النرويج في المحطة، واستمعا إلى شرح عن مهماتها.