القاهرة-لبنان اليوم
لحياة الثعالب أسرار ربما لا يعرفها الكثيرون منا، فهي حيوانات يمكن رؤيتها في المناطق الزراعية والصحراوية أيضا، حيث يعكف البعض على اصطيادها للحصول على فرائها الناعم. وفي هذا السياق تكشف الدكتورة سمر عبد الرحمن طبيبة بيطرية، لموقع صدى البلد، عن بعض الأمور في حياة الثعالب.
التكاثر في الثعالب
ووفقا لحديث الطبيبة البيطرية "سمر"، تلد أنثى الثعلب بعد فترة حمل تمتد 52 يومًا تقريبًا، حيث تلد عادةً أربعة أو خمسة جراء في البطن الواحد، وقد يصل العدد إلى ستة جراء، وقد كان الاعتقاد السائد أن جميع الثعالب أحادية الزواج أي أنّها تقضي حياتها مع شريك واحد، وذلك لأن الذكر والأنثى يشاهدان معًا في موسم التزاوج، كما أن الذكر يزود الأنثى والجراء بما تحتاجه من غذاء خلال الفترة التي تلي ولادة الجراء، إلا أن هناك دراسات أُخرى اظهرت أن إناث وذكور الثعالب يمكن أن تتزاوج مع أكثر من شريك.
ومع تقدم العلم وتمكن العلماء من فحص الحمض النووي لمجموعة من الجراء والثّعالب البالغة من عدّة مجموعات تعيش في مدينة برستل الإنجليزيّة، تبيّن أنّ سلوك التّزاوج عند الثّعالب معقّد نوعًا ما، حيث تتمكّن الذّكور المهيمنة في المجموعة من التّزاوج مع إناث من مجموعتها ومن خارج مجموعتها، بينما تتزاوج الذّكور الأقل مرتبة مع إناث المجموعات الأُخرى ولا يمكنها أن تتزاوج مع الأنثى المهيمنة ضمن المجموعة التي تنتمي إليها، لذلك يمكننا فقط الجزم أنّ ثعالب برستل على الأقل ليست أُحاديّة الزّواج، وهذا لا يعني عدم وجود ثعالب أحاديّة الزّواج.
جراء الثعلب
يكون صغير الثّعلب أو الهِجْرِسُ كما يُعرف باللغة العربية عند الولادة أعمى وأصم، وله أنف قصير وأذنان صغيرتان ومرنتان، ويحتاج إلى البقاء بقرب الأم خلال 2-3 الأسابيع الأولى من عمره ليستمد الدّفء منها، لذلك يتولى الأب تزويد الأم بالغذاء في هذه الفترة، في حين تبقى الجراء داخل الجحر خلال الشّهر الأول من عمرها ثم تبدأ بالخروج، وفي هذا العمر يكتسب فراؤها لونا بنيا داكنا مع وجود مسحة من اللون الأحمر على الوجه، ويزداد طول الخطم، كما تنتصب الأذنان ويزداد طولهما، وبعد مرور أربعة إلى ستة أسابيع أُخرى تكتسب الجراء ملامح الثّعالب البالغة ولون الفراء الخاص بهم.
رضاعة الأم جراءها
ترضع الأم الجراء أربعة أسابيع ثم تبدأ مرحلة الفطام التدريجي إلى أن تبلغ الجراء أسبوعها السّادس أو السّابع من العمر بالرغم من أن بعض الجراء قد تحتاج لفترة أطول، وخلال فترة الفطام التدريجي تبدأ الجراء بتناول الدّيدان، والحشرات، ولحوم الفرائس التي يجلبها والداهما مثل الأرانب، والطّيور، بالإضافة لحليب الأم.
يتعرّض 20% من جراء الثّعالب للموت خلال الأسابيع الأولى من عمرها، وتعود أسباب الموت إلى ضعف صحة الجراء، أو نتيجة عدم قدرتها للوصول إلى الأم وأخذ كفايتها من الحليب جراء المنافسة الحادة بين الجراء، بالإضافة إلى موت بعض الجراء نتيجة الجراح التي تُصيبها خلال العراك مع الجراء الأقوى، حيث تصبح أجساد الجراء الميتة غذاء لباقي الجراء التي تمكنت من البقاء والنّمو.
أثر وجود الثعالب بالمناطق الحضرية
يؤدي وجود الثّعالب في المناطق الحضريّة إلى مضايقات عدّة للبشر فهي تهاجم الحيوانات الأليفة مثل الماشية، والأرانب، والدّواجن، والطّيور، بالإضافة للحيوانات البريّة المحليّة ومنها الثّدييات، والّطيور والزّواحف، والطّيور التي تعتاد على تناول طعامها من أيدي البشر حيث تُصبح أقل حذرًا مما يجعلها هدفًا سهلًا للثعالب، ومما يزيد الأمور سوءًا أنّ الثّعالب تميل لقتل حيوانات أكثر مما تحتاج لغذائها، الأمر الذي قد يؤدي إلى انقراض بعض أنواع الحيوانات، مما يؤثر سلبًا على التّنوّع البيولوجي.
الأمراض التي تنقلها الثعالب للبشر
من النّادر أن تُهاجم الثّعالب البشر، ومع ذلك فهي قد تلجأ لعض البشر أو القطط، أو الكلاب إذا شعرت أنّها محاصرة، وفي هذه الحالة يمكن أن تنقل للكلاب أمراضا مثل الجرب، كما أنّها قد تنقل للبشر الدّودة الشّريطيّة، لذا يجب عدم الاستهانة بالآثار التي تنتج عن وجود الثّعالب في المناطق الحضريّة، ومن الجدير بالذكر أنه يجب تجنّب إطعامها لأن ذلك سيشجعها لربط البشر بالطّعام.
الأخطار التي يواجهها الثّعلب
تتعرّض الثّعالب للعديد من المخاطر، فهي عُرضة للافتراس من العديد من الحيوانات المفترسة التي تختلف باختلاف المكان الذي تعيش فيه، ومن هذه المفترسات الذّئاب، والدّببة، والغرير، والنّسور، والبوم، كما أنّ الثّعالب تكون عُرضة للصيد من قِبل البشر للحد من هجماتها على الماشية، أو كنوع من الرّياضة، الأمر الذي أدى إلى انخفاض أعداد الثّعالب في مناطق مختلفة من العالم من أهمها أوروبا الغربيّة.
أسباب موت جراء الثعالب
يتعرّض الكثير من جراء الثّعالب للموت خلال الأسابيع الأربعة الأولى من عمرها نتيجة تسلُّط الجراء الأقوى عليها وقتلها وافتراسها كما تم ذكره سابقًا، ومن الأسباب الرّئيسيّة الأُخرى لموت الجراء تعرُّضها للافتراس من الكلاب المنزلية ، أو نتيجة موت الأم في مرحلة مبكرة من عمر الجراء، وانخفاض درجة حرارة الجسم، ومن الأسباب الأُُخرى التي تؤدي لموت الثّعالب التّسمم الثّانوي أي تعرّض الثّعالب للتسممّ عند تناولها لحيوان كان متناولا للسم ومات به.
قد يهمك ايضا
أسباب جعلت السناجل يحسدون الزرافة سونسن بعد قضائها فترة من العزلة
غرق 26 شخصَا في غرق قارب ببحيرة الموت في أوغندا