إستوكهولم ـ منى المصري
حذرت دراسة علمية جديدة من أنَّ المناطق الساحلية الرطبة غرب كندا المقدرة بـ90% من حجم ارتفاع درجات الحرارة المتوقع للأمنطقة.
وكدوا أنَّ تدفق المياه الذائبة من الأنهار الجليدية في المحيطات سيصل ذروته في غضون الأعوام الـ20 المقبلة، إذ من المتوقع زيادة سرعة الذوبان خلال العقدين المقبلين، حتى لو وافقت الدول على الاتفاق بشأن المناخ المتوقع مناقشته في باريس في كانون الأول/ ديسمبر المقبل.
وأوضح البروفيسور جامعة كولومبيا البريطانية غاري كلارك، أنَّ ذوبان الأنهار الجليدية الجبلية يسهم على الصعيد العالمي بارتفاع منسوب سطح البحر بنحو 0.7 مللم في العام.
وأضاف كلارك "بحلول نهاية هذا القرن، فإنَّ الأنهار الجليدية الجبلية المميزة على جبال روكي الكندية والمحيط الهادئ الشمالي الغربي قد اختفت إلى حد كبير باستثناء عدد قليل من الجيوب المتبقية من الجليد".
وتابع "معظم الأماكن الجليدية في نهاية القرن ستتركز في الركن الشمالي الغربي من محافظة كولومبيا البريطانية"، مضيفًا "قريبًا جبالنا يمكن أن تبدو مثل الجبال في كولورادو أو كاليفورنيا حيث لا نرى الكثير من الجليد في تلك المناظر الطبيعية".
واستدرك "الكثير من هذا الذوبان حتى الآن لا يمكن رؤيته بسهولة أو قياسه؛ لأنها تنطوي على ترقق سمك الجليد بمعدل نحو متر واحد سنويًا، بدلا من خسارة المساحة السطحية العامة"، موضحًا "معظم الأنهار الجليدية يبلغ سمكها من 100 إلى 200 متر، كما من الملاحظ أنَّ الأنهار الجليدية الجبلية في جميع أنحاء العالم، من جبال الأنديز في أميركا الجنوبية لجبال الهيمالايا، في تراجع مستمر".
يُذكر أنَّ يوجد في كولومبيا البريطانية في كندا تملك وحدها 17 ألف من الأنهار الجليدية التي تعد مصدرًا مهمًا من مصادر الطاقة الكهرومائية.
وأشار البروفسور كلارك إلى أنَّ هذه الأنهار الجليدية الجبلية مهمة أيضًا في تنظيم درجة حرارة الكثير من مصادر المياه العذبة من خلال توفير الماء البارد في الأنهار والجداول في نهاية الصيف.
كما أظهرت دراسة كندية نشرت في دورية "نيتشر" لعلوم الأرض/ أنَّ الأنهار الجليدية الغربية هي واحدة من أكثر التقييمات التفصيلية حتى الآن، وتأخذ في الاعتبار العوامل المعقدة التي تؤثر على معدل تدفق الجليد أسفل الجبل.
ويعتقد الكثير من العلماء أنَّ فقدان الأنهار الجليدية سيتسارع نتيجة لتغير المناخ الذي يجعل من المناطق الجبلية أكثر دفئا.