واشنطن - لبنان اليوم
فيروس كورونا ليس هو الوباء الوحيد الذي يتصدر عناوين الصحف هذا العام، فهناك أيضاً الجراد الذي يدمر المحاصيل في أجزاء كثيرة من العالم، واكتشف العلماء أخيراً سبب تشكيل هذه الآفة أسراباً مدمرة.والجراد بمفرده غير ضار، لكن تحوله من الحالة الفردية إلى أسراب يشكل خطراً على الحقول، والسر في ذلك يكمن في فرمون أو ما يسمى بـ«رائحة»، كما كشف باحثو الأكاديمية الصينية للعلوم في دراسة نشرتها أول من أمس دورية «نيتشر».
ومثل عطر لا يقاوم، وجد الفريق البحثي أن الجراد عندما يكون بمفردة ينبعث منه المركب الكيميائي «فينيلانيسول – 4» أو «4VA»، وهذه المادة الكيميائية تجذب أنواعاً أخرى من الجراد، الذين ينضمون إلى المجموعة ويبدأون أيضاً في إطلاق الرائحة؛ مما يخلق حلقة ردود فعل تؤدي إلى أسراب هائلة.وخلال الدراسة قام الفريق البحثي بوضع 4 جرادات معاً في قفص، فبدأوا في إطلاق المركب «فينيلانيسول - 4»، ثم قام الفريق بفحص كيفية التقاط الجراد للرائحة، وعزل جزء من هوائيات الجراد المسؤولة عن الكشف عن الرائحة الحاشدة.
ووجد الباحثون بعد ذلك الجين الضروري لعملية الكشف عن الرائحة وهو (Or35)، وأنتجوا جراداً معدّلاً وراثياً يفتقر إلى هذا الجين، فأدى ذلك إلى فقدان الجراد القدرة على اكتشاف رائحة المركب «فينيلانيسول - 4»، مقارنة بالجراد الآخر.وتأتي الدراسة في الوقت الذي يلتهم فيه أعداد قياسية من الجراد المحاصيل في شرق أفريقيا، ويهدد الإمدادات الغذائية في باكستان، وتفتح نتائجها الباب أمام الكثير من الاحتمالات لمعالجة الآفات الشرهة، بما في ذلك إنتاج المركب «فينيلانيسول – 4» للتنبؤ بالمكان الذي قد تتشكل فيه الأسراب، كما يمكن أيضاً نصب فخاخ للجراد باستخدام هذا المركب.
ونصب الفريق البحثي بالفعل الفخاخ للجراد باستخدام الرائحة، واكتشفوا أنه يمكن استدراجها عن طريق استخدامه بشكل فعّال.ويقول لو كانج، الأستاذ في الأكاديمية الصينية للعلوم والباحث الرئيس بالدراسة في تقرير نشرته «وكالة الصحافة الفرنسية» بالتزامن مع نشر الدراسة «المصائد كانت فعالة بشكل كبير، ويمكن أن تكون أول تطبيق سهل نسبياً للبحث».
قد يهمك أيضًا
أفريقيا تواجه تهديدًا ثلاثيًا بسبب "كورونا" و"الجراد" و"الفيضانات المميتة"
غزوة ليليّة من أسراب من الصراصير والجراد والبعوض أقلقت اللبنانيين