اثار الدمار الذي خلفه الزلزال
طهران ـ مهدي موسوي
قُتل 40 شخصًا وأصيب 850 آخرين في زلزال قوي بلغت قوته 8 درجات، ضرب منطقة جنوب شرقي إيران، على الحدود مع باكستان، الثلاثاء، وشعر به سكان دول الخليج وشبه القارة الهندية، فيما توقع مسؤول إيراني مقتل المئات جراء الزلزال، في حين أكدت شركة روسية صممت مفاعل "بوشهر" أنه لم يتضرر جرّاء الهزة
الأرضية.
وأُعلنت حالة استنفار في إيران، وتوجهت فرق الطوارئ والإنقاذ إلى المنطقة، حيث تشير تقارير أولية إلى حدوث دمار كبير وسقوط ضحايا، في حين قال التلفزيون الرسمي الإيراني إن شبكات الكهرباء والاتصالات تعطلت في معظم أنحاء جنوب شرقي إيران بعد الزلزال.
وأكدت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، أن زلزالاً بلغت قوته 8 درجات هزّ إيران قرب الحدود مع باكستان، الثلاثاء، على عمق 73 ميلاً، وفي حصيلة أولية، قالت وكالة أنباء "فارس"، إن الزلزال أسفر عن مقتل 40 شخصًا وإصابة 850 آخرين، في وقت أفاد مسؤول حكومي إيراني "لقد كان أكبر زلزال في إيران منذ 40 عامًا، ونتوقع مئات القتلى".
وأشارت وسائل الإعلام الإيرانية، إلى أن الزلزال تسبب في انقطاع الاتصالات والكهرباء في المنطقة، غير أن مدينة سراوان ذاتها لم تتعرض لأضرار كبيرة، نظرًا لأن مركز الزلزال يبعد نحو 80 كيلومترًا عن المدينة، فيما أفادت مصادر في باكستان، أن هزة أرضية ضربت منطقتي كويتا وكراتشي في باكستان، وأن قوة الزلزال الذي ضرب جنوب باكستان بلغت 5.4 درجة حسب هيئة رصد الزلازل، وأحس به سكان مدينتي كراتشي وكويتا.
وقال الصحافي في إسلام أباد، أبو بكر الصديق، إن "سكان العاصمة الباكستانية شعروا بهذا الزلزال، وجاء ذلك نتيجة عمق مركز الزلزال في الأرض، لكنه لم تحدث أضرار واسعة، فيما أكد خبير الزلازل في هيئة الأرصاد الإماراتية، خليفة العبري، في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، أن قوة الزلزال بلغت 7.8 درجات، وأن مركزه قرب الحدود الباكستانية الإيرانية، وأن الزلزال ضرب مدينة سراوان ومنطقة وبلوشستان الإيرانية، وأنه لن يكون له تأثير مدمر على الإمارات، وستكون له توابع وهزات ارتداديه.
وذكرت شبكة "برس تي في" الإخبارية الإيرانية، أن الزلزال الذي يعد الأقوى منذ 40 عامًا الماضية، دفع المسؤولين إلى إعلان حالة الطوارئ في المنطقة، وتم إرسال فرق التقييم وكذلك فرق الإنقاذ والهلال الأحمر الإيراني إلى المناطق المنكوبة التي ضربها الزلزال الذي وقع على خط طول 03ر62 درجة وخط عرض 28.04 درجة، وكان 37 شخصًا قد لقوا مصرعهم، جراء زلزال ضرب منطقة "كاكي" الواقعة في مدينة بوشهر في جنوب إيران في التاسع من الشهر الجاري.
ونقلت مصادر إعلامية عن مصادر في الشركة الروسية التي بنت مفاعل "بوشهر" الإيراني جنوب البلاد، أنه لم يصب بأي أضرار جراء الزلزال، في حين ضربت هزة أرضية المنطقة القريبة من بوشهر، في وقت سابق من الشهر الجاري، نجم عنها مقتل 40 شخصًا على الأقل، وأثار مخاوف بشأن سلامة المفاعل، حيث أكد مسؤولون إيرانيون وروس لاحقًا أن المفاعل لم يحدث به أي تسرب نووي.
وأكد الصحافي الإيراني، حسن هاني زادة، من طهران، أن الزلزال ضرب مدينة سراوان التي تقع على خط الزلازل، وأن دمارًا كبيرًا نجم عنه، وأُخلى سكان في مدن خليجية عدة المباني، خوفًا من تداعيات الزلزال، حيث أفاد شهود في أبوظبي ودبي أن قاطني الأبراج الشاهقة نزلوا إلى الشارع، وعلى إثرها، طمأنت الشرطة في العاصمة الإماراتية بـ"أنه لا توجد أي إصابات أو أضرار نتيجة الإحساس بالهزة الأرضية التي وقعت في إحدى الدول المجاورة"، في حين شعر سكان المنطقة الشرقية في السعودية والدوحة والعاصمة الكويتية ومسقط والمنامة، بترددات الزلزال الذي أثار الذعر في صفوف المواطنين في تلك البلدان.
وتجمهر الآلاف أمام ناطحات السحاب في "جميرة ليك تاورز"، حيث شوهدت سيارات إسعاف تقل شخصين إحداهما امرأة حامل، كما شعر السكان في الكويت بالهزة وبخاصة منطقة الشاطئ، ونزل الموظفون من المركز المالي في المنامة إلى الشوارع، وأحس سكان المنطقة الشرقية السعودية بالزلزال، وكذلك الطوابق المرتفعة في الرياض وسلطنة عمان.
وأعلن الناطق الإعلامي لهيئة المساحة الجيولوجية في السعودية، طارق أبا الخيل، أن سكان المنطقة الشرقية والرياض شعروا بالهزة الأرضية التي ضربت، ظهر الثلاثاء، إيران بقوة 7.5 درجة على مقياس ريختر، في حين ذكرت إدارة الارصاد الجوية في وزارة المواصلات البحرينية أن بعض مناطق البلاد تأثرت بهزة أرضية ارتدادية شعر بها عدد من السكان، وبالأخص القاطنين والعاملين في المباني العالية.