غزة – محمد حبيب
غزة – محمد حبيب
أفادت المصادر الطبية في قطاع غزة أن حصيلة الإصابات التي وقعت في صفوف المواطنين، اليوم الخميس، في مختلف مناطق غزة جرَّاء المنخفض الجويِّ العميق الذي يضرب الأراضي الفلسطينية وصلت إلى قرابة 30 إصابة.وأكَّدالمتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور أشرف القدرة في اتصال مع "العرب اليوم" إن قرابة 30 اصابة من المواطنين وصلت إلى
مستشفيات القطاع بجراح مختلفة.
وبيَّن القدرة أن اصابتين في حالة متوسطة كانتا قد وصلتا مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، فيما وصل مجمع الشفاء الطبي اصابة واحدة فقط.
وأشار إلى أن مستشفى ناصر الطبي استقبل 18 اصابة في صفوف المواطنين بين الخطيرة والمتوسطة.
ولَفَتَ المتحدث باسم الصحة إلى أن 9 إصابات وصلت مستشفى أبو يوسف النجار في محافظة خان يونس وحالتهم بين الطفيفة, والمتوسطة.
وطالب القدرة المواطن الفلسطيني بأخذ اقصى درجات الحيطة والحذر, مؤكدًا أن مستشفيات وزارة الصحة على جاهزية كاملة للتعامل مع المنخفض الجوي.
وأعلن مستشفى أبو يوسف النجار، ظهر اليوم الخميس، أن تسعة مصابين بينهم طفلين وصلوا المستشفى جرَّاء غرق منازلهم وتهدّم أجزاء منها جنوب وشرق مدينة رفح.
وأعلن رئيس بلدية رفح صبحي أبو رضوان أن طواقم البلدية ومتطوعين يعملون على مدار الساعة بجانب رجال الدفاع المدني لإغاثة الأسر التي غمرت الأمطار منازلها في حيي البرازيل والسلام المتاخمين للحدود مع مصر.
وأوضح أبو رضوان أن الأمطار غمرت عشرات المنازل في الحيين لضعف البنية التحتية التي تعرضت للتدمير الممنهج إبَّان الاحتلال الإسرائيلي للشريط الحدود ونظرًا إلى الغارات التي تُشَنّ على الشريط الحدودي.
وأخلت طواقم الدفاع المدني عشرات الأسر من منازلها في حي الجنينية مع اشتداد الأمطار وخشية غرقها نظرًا إلى أن المنطقة تعد مصب لمياه الأمطار.
وأكَّد مدير جهاز الدفاع المدني في رفح المقدم عبد العزيز العطار لـ"الرسالة نت": "أخلينا خلال فجر اليوم قرابة 18عائلة في منطقة المضخة، ونعمل على سحب المياه فورًا".
وأعلنت وزارة الداخلية والدفاع المدني وبلديات القطاع حالة الطوارئ القصوى للتعامل مع المنخفض الجوي العميق الذي يضرب البلاد.
ويُشار إلى أن وزارة التربية والتعليم عطلت الدراسة في جميع المؤسسات التعليمية في قطاع غزة تحسبًا من اضرار المنخفض.
وأغلقت الشرطة الفلسطينية الجسر الواصل بين مدينة الزهراء والمغراقة وسط قطاع غزة نتيجة لارتفاع منسوب المياه في وادي غزة .
وجاء ذلك نتيجة لفتح الجانب الاسرائيلي لمضخات المياه العادمة في اتجاه منطقة وادي غزة، ما عجّل في ارتفاع منسوب المياه لتطفو بعدها على الشارع الرئيسي.
من جهته، أكَّد الناطق باسم وزارة الداخلية اسلام شهوان أن طواقم الدفاع المدني عكفت مع بداية المنخفض الجوي إلى مواجهة هذا المنخفض بكافة الإمكانيات المتاحة والممكنة لديها.
وأعلن في تصريح له عبر صفحته على "فيسبوك":" قامت هذه الطواقم منذ ساعات الصباح الباكر بعمليات إخلاء لبعض منازل المواطنين التي أغرقت بمياه الأمطار وتقديم العون والمساعدة اللازمة لهم.
وأوضح شهوان أن جهاز الدفاع المدني عزز من تواجد طواقم الإنقاذ والإسعاف والإطفاء التابعة له في جميع محافظات القطاع، ورفع نسبة الجاهزية من الآليات والمعدات.
بدوره أكَّدَ وزير الأشغال العامة والإسكان الدكتور يوسف الغريز أن الوضع في قطاع غزة صعب للغاية، في ظل المنخفض الجوي الذي يشهده القطاع، والكوارث الطبيعية الناجمة عنه.
وأعلن الغريز، في تصريحات صحافية، اليوم الخميس، أننا نواجه ظروف صعبة، خاصة أن إمكانياتنا في غزة ضعيفة، مشيرًا إلى أن الحكومة تبذل جهودا حثيثة، وعلى مدار الساعة، لخدمة الشعب الفلسطيني.
ويُذكر أن الأمطار الغزيرة والمصحوبة بعواصف رعدية تسقط على مختلف مناطق قطاع غزة منذ منتصف الأسبوع الجاري, بعد استقبال فلسطين لمنخفض جوي آتٍ من القطب الشمالي لقارة أوروبا.
وأشار إلى أن قطاع غزة محاصر منذ سبع سنوات، ما جعل البنية التحتية هشة لا تستطيع مواجهة هذا المنخفض".
ونوّه الغريز إلى أن طواقم الحكومة واللجان الشعبية، تعمل على مدار الساعة لمواجهة الكوارث الطبيعية، وعملت على إخلاء عشرات البيوت، وإغلاق بعض الشوارع.
واستنكر السلوك " اللاإنساني" لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، بعدما فتحت السدود مع حدود قطاع غزة، مبينًا أن بعضها فيه صرف صحي.
وأوضح أن الحكومة شكلت لجنة طوارئ مركزية قبل فصل الشتاء مع المعنيين، وتم وضع خطة مسبقة للتعامل مع أي كارثة.
ولفَت إلى أن الخُطّة شملت ثلاثة محاور، أولها التخطيط المسبق والتجهيز، والتعامل ميدانيًا مع الكارثة وقت وقوعها، وهو ما تفعله اللجنة، والمحور الأخير سيكون ما بعد المنخفض، وكيفية معالجته.
وطمأن وزير الأشغال العامة والإسكان، المواطنين، موضحًا أنه "حتى الساعة الأمور تحت السيطرة"، مؤكدًا أن جميع الطواقم جاهزة لمواجهة المنخفض.
وناشد المؤسسات الإقليمية والعالمية كافة إلى التدخل، للتخفيف من معاناة أهل غزة، وفك الحصار عن القطاع، وتوفير الإمكانات اللازمة من أجل مواجهة الظروف القاسية، "حتى لا تتحول إلى نكبة مع الأيام المقبلة".
في سياق منفصل، تفَقَّد وزير الداخلية والأمن الوطني في غزة فتحي حماد، الأربعاء، رجال الشرطة الذين يُواصلون مهامهم خلال المنخفض الجوي الحادّ الذي يعصف بالأراضي الفلسطينية.
وأشاد حماد بجهود رجال الشرطة الفلسطينية، مؤكدًا "استمرار عمل الوزارة وتقديم كل الخدمات اللازمة لأبناء شعبنا في هذه العاصفة وحماية الجبهة الداخلية وتحصينها".
من جهته أكَّد مدير العمليات في جهاز الدفاع المدني في غزة النقيب عبد الله الزهار أن ما يقارب 40 منزلاً غمرتهم المياه في محافظتي رفح وخانيونس جنوب قطاع غزة، فيما جرى إخلاء المواطنين إلى مساجد ومدارس قريبة منهم.
وأوضح النقيب الزهار أن 30 منزلاً غمرتهم المياه في منطقتي الأوروبي وحي الفخاري بمحافظة خانيونس، حيث تم جرى نقل المواطنين لمسجد نوح ومدرسة عبد القادر القريبة من المنطقة، فيما غرقت 10 منازل في حي جنينة برفح وجرى إخلاء المواطنين لمنازل أقاربهم.
وعزا أسباب غرق المنازل لكمية الأمطار الهائلة التي سقطت، وعدم قدرة المضخات على استيعاب فيضان المياه.
وأشار النقيب الزهار إلى أن أطقم الدفاع المدني تقوم بإخلاء المنازل التي لا يمكنها سحب المياه منها، لعدم تعريضهم لخطر الفيضانات.
وأضاف النقيب الزهار، أنها تواصلت مع وزارة الشؤون الاجتماعية بغزة للقيام بدورها تجاه المواطنين الذين تم إجلاؤهم عن منازلهم.
وأكَّد جهوزية طواقمه للاستعداد للطوارئ في محافظات الوطن كافة، في حال حدوث أي مشكلة نتيجة المنخفض الذي يضرب البلاد.
وأعلن شهود عيان في مدينة خانيونس أن طواقم الدفاع المدني بذلت جهودًا كبيرة لإنقاذ عشرات العائلات الفلسطينية بعد ان غمرت مياه الامطار منازلها في منطقة بني سهيلا شرق مدينة خانيونس.
ونقل شهود عيان مناشدات للعائلات المتضررة في المدارس بضرورة توفير أغطية لأبنائهم الاطفال خاصة كبار السن والمرضى، كما ناشدوا المسؤولين التدخل من اجل إنقاذهم .
ويعيش سكان قطاع غزة هذه الأيام أسوأ موجة برد تمر عليهم منذ عشرات السنين، بسبب استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي غالبية ساعات اليوم، خاصة مع تعرض المنطقة لمنخفض جوي قطبي مصحوب بكتلة هوائية باردة وأمطار غزيرة، أجبرت طلاب المدارس والجامعات وغالبية العمال في الضفة الغربية والقطاع على الجلوس في المنازل.
ولم تجد عوائل غزة في هذه الأوقات أي من وسائل التدفئة جاهزة للتشغيل، فعطل انقطاع التيار الكهربائي تشغيل أجهزة التدفئة الكهربائية، وحالت أسعار الوقود المرتفعة دون الاستعانة بوسائل التدفئة القديمة "مواقد الكاز"، كذلك لم يتمكن السكان من تشغيل أجهزة التدفئة التي تعمل بـ"غاز الطهي" الشحيح في الأسواق. ومع إعلان وزاراتي التربية والتعليم في الضفة الغربية وقطاع غزة عن تعطل الدراسة في المدارس والجامعات يومي الأربعاء والخميس، حتى انتهاء موجة البرد الحالية، هو ما أدى إلى جلوس الطلبة في منازلهم، ولم تجد غالبية أسر غزة ما يُشعر أطفالها بالدفء ولو قليلاً.
واضطُرَّت ربات البيوت إلى إبقاء أطفالهن على فراش النوم محاطين بالأغطية، بعد أن بات هذا الأمر هو الحل الوحيد لإشعار الأطفال بالدفء، والهروب من البرد القارس، والتغلب على أزمة الكهرباء والوقود.
ويُعاني قطاع غزة من انقطاع طويل للتيار الكهربائي، منذ أكثر من شهر، حيث يصل السكان فقط لمدة ست ساعات يوميًا، لا تفي بالحاجة، بعد أن توقفت محطة التوليد عن العمل، بعد نفاد الوقود الذي كان يصل إليها عن طريق التهريب من الأنفاق أسفل الحدود مع مصر، ولم تنجح مساعي استيراده من إسرائيل لارتفاع ثمنه، حيث تطالب حكومة "حماس" بخصم قيمة الضرائب التي تجنيها السلطة الفلسطينية، لتتمكن من إدخال كميات تكفي لتشغيل نصف المحطة.