غزة – محمد حبيب
حذّرت وزارة الزراعة الفلسطينيّة من خطر كبير يتهدّد قطاع الإنتاج الحيواني في قطاع غزة، في حال استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم، في الأيام المقبلة، ما يترتب على ذلك خسائر كبيرة تصيب القطاع الزراعي.
وأكّد مدير دائرة الإنتاج الحيواني في الوزارة المهندس طاهر أبو حمد، في بيان رسمي، تلقى "العرب اليوم" نسخة منه، أنَّ "نقص الأعلاف سيؤدي حتماً إلى نفوق أعداد كبيرة من الحيوانات والدواجن".
وأوضح أنَّ "حاجة القطاع من الأعلاف المركزة، والحبوب، ومدخلات إنتاج الأعلاف، هي 17 ألف طن شهريًا، أي بمعدل استهلاك يفوق 4 آلاف طن أسبوعياً ، حيث تربى في قطاع غزة حوالي 8000 رأس من العجول، و3000 رأس من أبقار الحليب، و70000 رأس أغنام، ومليوني دجاجة لاحمة، 700 ألف دجاجة بياض، إضافة إلى قطاع الطيور المحلية".
ودعا أبو حمد الجهات المختصة إلى "العمل الفوري على فتح المعابر وإدخال احتياجات قطاع الثروة الحيوانيّة، من الأعلاف، في أسرع وقت ممكن".
واشتدت أزمة الأعلاف في قطاع غزة، خلال الأيام القليلة الماضية، مع استمرار إغلاق الاحتلال للمعابر التجارية مع القطاع.
وأقبل مربو الماشية والدواجن على شراء الأعلاف، مع تزايد الشائعات عن قرب نفادها من الأسواق، بعد إغلاق المعبر.
وأشار أحد مربي الماشية في محافظة رفح ويدعى حازم خليل إلى أنّه "سارع بشراء شوالات عدة من الشعير والذرة، تكفي لإطعام أغنامه شهرين على الأقل، خشية انقطاع الأعلاف".
وبيّن خليل أنّه "اشترى الأعلاف التي حصل عليها من أكثر من محل، بأسعار مرتفعة نسبيًا"، معربًا عن خشيته من أن يصل الأمر حد أزمة خانقة، قد تطول مدّتها.
ولفت إلى أنَّ "أزمة الأعلاف المستمرة أثّرت على أسعار المواشي، التي بدأت تشهد انخفاضًا، لاسيما بعد أن لجأ مزيد من المربين إلى التخلّص من بعض ما لديهم من ماشية، عن طريق عرضها للبيع في الأسواق".
من جهته، أوضح المواطن محمود عمر، وكان يسير خلف قطيع من الأغنام، أنّه "بات يعتمد على الرعي مستغلاً نمو الحشائش، في محاولة للتغلب على أزمة الأعلاف".
وأكّد أنّه "يحاول استغلال الموسم الجاري، حيث يقوم بقطع الحشائش، ونقلها إلى حظيرته، بغية تجفيفها وتخزينها، وإطعامها للأغنام في باقي العام".
وبدوره، لفت المزارع جمعة العبسي، الذي يمتلك مزرعة كبيرة لتربية الدواجن، إلى أنَّ "تربية الدواجن تأثّرت بصورة كبيرة، جرّاء أزمة الأعلاف، لدرجة جعلت المزارعين يشترطون على التجار إحضار كامل الكمية من الأعلاف مع الصيصان، تحسبًا من حدوث أزمات قد تضطرهم للتخلص من الدواجن في مرحلة مبكرة".
وكشف عن أنّه "قرّر تربية فوج جديد من الدجاج اللاحم، بعد أن حصل على كامل حاجتها من الأعلاف"، لافتًا إلى أنّه "اشتراها بأكثر من ثمنها المتعارف عليه"، ومتوقعًا أن "يطرأ ارتفاع على أسعار الدواجن ولحومها، في ضوء أزمة الأعلاف، وارتفاع أسعارها".
ويأتي هذا فيما أبرز تاجر الأعلاف محمد قشطة، من محافظة رفح، أنَّ "مزيدًا من النقص بدأ يطرأ على كميات الأعلاف الواردة إلى القطاع، بمختلف أنواعها"، مشيرًا إلى أنَّ "الشائعات، ومخاوف المزارعين والمربين من نفاد الأعلاف، زاد من إقبالهم على شرائها، ما قد يعمق الأزمة، ويسرّع من اختفاء الأعلاف من الأسواق".
وأوضح أنَّ "زيادة الطلب على شراء الأعلاف ونقص العرض أسهم في رفع الأسعار بصورة أكبر"، مبيّنًا أنَّ "الأعلاف سجلت أسعارًا قياسية".
يذكر أنَّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل، لليوم الخامس على التوالي، إغلاق معبر كرم أبو سالم، جنوب شرقي قطاع غزة، مانعة إدخال المساعدات الإنسانيّة، والبضائع التجارية.
وأعلن مدير المعابر في السلطة الفلسطينية نظمي مهنا عن أنَّ "إسرائيل أبلغت الجانب الفلسطيني بمواصلة إغلاق المعبر، الثلاثاء، باستثناء الوقود بكل أنواعه".
ويعتمد قطاع غزة، بصورة أساسيّة، على معبر كرم أبو سالم في توفير احتياجاته، بعد إغلاق الأنفاق الحدوديّة مع مصر.