غزة – محمد حبيب
تتفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي في وقت يستعد فيه الغزيون كباقي سكان العالم الإسلامي لاستقبال شهر رمضان المبارك، بسبب الحصار الصهيوني المتواصل على القطاع، فمازالت أزمة الكهرباء في غزة تشكل معاناة ومأساة حقيقة لدى المواطن الفلسطيني الغزي، حيث أعلنت سلطة الطاقة الفلسطينية في غزة انتهاء المنحة القطرية لدفع ضريبة وقود شركة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة السبت المقبل، ما ينذر بتفاقم مشكلة انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة خلال الأيام المقبلة، فيما حذرت الطاقة من توقف محطة التوليد بشكل كامل السبت المقبل لاسيما في ظل نفاد احتياطي الوقود تمامًا من المحطة.
وقالت سلطة الطاقة "إن الإغلاقات الإسرائيلية المتكررة لمعابر القطاع، أثرت بشكل سلبي على احتياطي المحطة، وكانت تعمل خلال الفترة السابقة يومًا بيوم".
وتغلق سلطات الاحتلال معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد جنوب قطاع غزة في الأعياد اليهودية وحجج أخرى، وهو المعبر الذي يمر عبره الوقود الصناعي لمحطة التوليد إضافة إلى جميع أنواع المحروقات والسلع الغذائية وغيرها.
وتعمل" شركة توزيع الكهرباء" في غزة بنظام وصل الكهرباء ثماني ساعات وفصلها لنفس المدة، وعند حدوث أزمات تقل مدة الوصل لست ساعات فقط.
ويتزامن تفاقم أزمة الكهرباء مع دخول فصل الصيف، وما يرافقه من زيادة في استهلاك الكهرباء، إضافة إلى حلول شهر رمضان المبارك بعد نحو أسبوع، واستمرار طلاب الثانوية العامة في تقديم امتحاناتهم النهائية.
حيث قال الطالب في الثانوية العامة محمود عيسى : " اشعر بقلق شديد بسبب انقطاع الكهرباء بشكل متكرر ولساعات طويلة، وأخاف أن يؤثر كل ذلك على تحصيلي في الثانوية العامة، وهي بالنسبة لي مرحلة هامة وخطيرة وهذا ما يدفعني للدراسة على ضوء الجوال أو الشمع مشيراً إلى أن أسرته ذات دخل محدود لذلك فإنهم لا يستطيعون توفير مولد كهربائي وفي الوقت ذاته فإنه لا يملك الوقت الكافي لينتظر وصول الكهرباء التي يستمر انقطاعها لأكثر من 8ساعات يوميا .
وطالب عيسى شركة الكهرباء بضرورة الالتزام بتوفير الكهرباء خاصة خلال فترة امتحانات الطلاب في مختلف المراحل التعليمية .
من جهته قال يوسف في العشرينات من العمر وصاحب محل لبيع الايس كريم :"تعتبر الكهرباء أساس الحياة وهي أبسط حقوق الإنسان حتى ينعم بحياة طبيعية كباقي الشعوب، فالكهرباء لدينا كثيرة الانقطاع وهذا يؤثر بشكل سلبي على عملي ومصدر رزقي، فأنا بحاجة إلى ثلاجات تبريد تعتمد على الكهرباء للحفاظ على الايس كريم إلا أن انقطاع الكهرباء يعمل على إتلافها وضياع الكثير من الأموال .
وأضاف أصبح انقطاع التيار الكهربائي هو الشغل الشاغل لنا وأصبح سؤال الناس الدائم متى ستقطع الكهرباء ومتى ستأتي وما هو موعدها ؟!.
أما هند النحال في الأربعينات من العمر - ربة بيت- فتقول :" يسبب انقطاع التيار الكهربائي إلى شلل تام في كافة مناحي الحياة فكل شيء يتوقف تقريبا الثلاجة، الغسالة، المروحة وكافة الأجهزة الموجودة في البيت، وهذا دفعني إلى تغيير أنماط حياتي التي تعودت عليها من سنين فأنا لا أستطيع شراء حاجاتنا المنزلية بشكل أسبوعي كما كان في السابق وأصبحنا نتسوق يوم بيومه، ليس لقلة الدخل وإنما الخوف من فساد الأطعمة .
وأضافت "تزداد معاناتنا في فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة وعدم تمكنا من استخدام أي وسيلة لتلطيف الجو ولا يبقى أمامنا سوى البحر هربا من الحر والرطوبة الشديدة داخل البيت" .
أما المواطن بهجت محمد الذي يسكن في احد الأبراج السكنية فيسرد قصة معاناته مع انقطاع الكهرباء قائلا :" أنا أسكن في الطابق الثامن وعند انقطاع الكهرباء يتوقف عمل المصعد بشكل تام لعدم توفر مولد كهربائي لهذا البرج وهذا يعني توقف حياتنا، ويصبح أمامي خياران أحلاهما مر، فإما أن أبقى أسير البيت ولا أستطيع مغادرته إلا للضرورة القصوى وإما أن أقرر النزول والصعود على السلم للطابق الثامن وأتكبد كل المشقة والتعب والمعاناة .
ويضيف" لا تقتصر معاناتنا عند هذا الحد فانقطاع الكهرباء يعني عدم وصول الماء إلى الخزانات مشيراً إلى أن انقطاع الماء أسوأ بكثير من انقطاع الكهرباء حيث أنني من الممكن أن أتحمل العيش بدون كهرباء لكني قطعا لن استطع العيش بدون ماء وهذا يدفعني إلى شراء المياه المعدنية أو المكررة ورفعها على الأكتاف للدور الثامن فالوضع حقيقة صعب على الجميع وأتمنى أن تنتهي أزمة الكهرباء بشكل نهائي ودون عودة .
أما المواطن موفق يوسف لدية 8 أفراد ويسكن في شقة سكنية مساحتها لا تزيد عن 120م فيقول :" أشعر بالاختناق مع انقطاع الكهرباء ونظراً لاستمرار انقطاع الكهرباء اضطررت للدين من احد أصدقائي حتى أتمكن من شراء مولد كهربائي أستطيع من خلاله إضاءة البيت وتشغيل المروحة للتخفف من الحر الشديد وضيق مساحة البيت ومع ذلك فإنني مازالت أعاني نتيجة الصوت المزعج الصادر عن تلك المولدات و كثرة أعطالها وخرابها وهذا يعني عدم إمكانية توفير الكهرباء عند انقطاع الكهرباء وتكبد المزيد من المصاريف .