اسراب من الجراد تجتاح محافضات مصر
القاهرة، السويس، الإسماعيلية ـ أكرم علي، سيد عبداللاه، يسري محمد
حذر عدد من أساتذة الموارد الزراعية المصرية من وصول أسراب الجراد إلى القاهرة والجيزة خلال أيام قليلة إذا لم تنجح أجهزة مكافحة الآفات الزراعية التابعة لوزارة الزراعة، بعد وصول أسراب من الجراد إلى منطقة التجمع الخامس (شرق القاهرة) قادمة من محافظة البحر الأحمر، فيما اجتاحت أسراب الجراد محافظة السويس
وانتشرت في القطاع الريفي في منطقة الجناين وبطول طريق العين السخنة والتي لم تردعها وسائل المقاومة "الهشة" التي تتبعها وزارة الزراعة بعد أن فشلت خطط الرصد والمتابعة والمكافحة في صد هجوم تلك الأعداد الكبيرة، كما انتشرت أسراب عدة من الجراد الأحمر مركز التل الكبير في الإسماعيلية، الأحد، وسط حال من الفزع والرعب أصابت أهالي المدينة، ووصلت أيضًا أسراب من الجراد إلى محافظة شمال سيناء، و بدأت تظهر في المناطق الغربية من المحافظة جنوب مدينة بئر العبد، وقال وكيل وزارة الزراعة في شمال سيناء، عاطف مطر أنه تم بالفعل رصد أعداد متفاوتة من الجراد و يجري اتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها مضيفًا أن الأعداد التي تم رصدها لم تمثل خطورة حتى الآن.
ومن جانبه قال الأستاذ في كلية الزراعة في جامعة القاهرة حسين عبد القادر لـ "العرب اليوم" "إنه من المتوقع وصول أسراب جراد إلى محافظة القاهرة والجيزة خلال أيام قليلة، ما لم تنجح فرق المكافحة في مقاومتها والقضاء عليها منها 3 أسراب من الجراد قادمة من محافظة البحر الأحمر، متجهة إلى القاهرة السرب الواحد به 40 مليون جرادة، إضافة إلى 10 أسراب مقبلة من الحدود السودانية قادرة على الطيران لمسافات طويلة في زمن قصير.
وحذر عبد القادر من وصول أسراب الجراد إلى محافظات الوادي والدلتا، لأن وصولها يعنى القضاء على المحاصيل الزراعية والتي تؤثر بدورها على الأمن الغذائي.
فيما أكد أستاذ الزراعة محمد عبد المنعم "أن هذا النوع من الجراد لا يؤذي البشر وإنما يؤثر على المحاصيل الزراعية فقط، ويجب على الجهات المسؤولة مكافحته في أسرع وقت ممكن، قبل مجيئه إلى القاهرة والجيزة والتي تكتظ بالسكان.
وقال عبد المنعم لـ "العرب اليوم" "إن هذه الأسراب من الجرائد تأتي في رحلتها عبر البلاد، وهي قادمة من محافظة البحر الأحمر، عبر السعودية، وتتجه إلى السودان فيما بعد".
وأشارت وزارة الزراعة إلى أن لجان أعمال مكافحة الجراد المنتشرة على الحدود بخطوط دفاعية، مازالت تعمل على مكافحة الجراد بالإضافة إلى رصد أسراب قادمة من الجنوب واستمرار في الرصد والاستكشاف والمكافحة بمناطق الصحراء الشرقية الجنوبية حتى الحدود المصرية - السودانية.
وأصدرت "منظمة الأغذية والزراعة" التابعة للأمم المتحدة "فاو" تقريرًا وصف أسراب الجراد بأنها تشكل تهديدًا على مصر، ذاكرًا أن الوضع من المحتمل أن يكون خطيرا مع احتمالية انتقال الجراد إلى أماكن داخل الحدود المصرية.
هذا و تستمر لجان المكافحة في أعمالها، لمقاومة عدد كبير من الأسراب بالمناطق الحدودية، خاصة بمناطق خور أبو سبيرة بوادي النقرة ومنطقة الصداقة الجديدة شرق كيما (منطقة جبلية)، بينما تستمر اللجان المشكلة من وزارة الزراعة ومديريات الزراعة بمحافظات الجنوب في متابعة أعمال المقاومة للأسراب القادمة لمناطق حديربة وأبو رماد في الصحراء الشرقية الجنوبية على الحدود المصرية، واستطاعت القضاء على بعض الأسراب القادمة من مناطق شمال شرق السودان، مع تكثيف كافة الجهود خلال الفترة الحالية للسيطرة على الوضع.
وعلى جانب آخر اجتاحت أسراب الجراد محافظة السويس وانتشرت في القطاع الريفي في منطقة الجناين وبطول طريق العين السخنة والتي لم تردعها وسائل المقاومة "الهشة" التي تتبعها وزارة الزراعة بعد أن فشلت خطط الرصد والمتابعة والمكافحة في صد هجوم تلك الأعداد الكبيرة.
حيث لم تستطع النقاط المتمركزة في الزعفرانة والسخنة في السويس في مقاومة الجراد بالوسائل التقليدية مثل الأدخنة والإطارات المحترقة ما يهدد الزراعة والأمن الغزائي في المحافظة.
وأعلنت مديرية الزراعة في المحافظة رفع حالة الطوارئ لمواجهة الجراد والأسراب التي تهاجم البلاد
حيث صرح وكيل وزارة الزراعة في السويس المهندس صبرى راجح ، "إن المديرية رفعت حالة الطوارئ وتمركزت اللجان الأربعة المكلفة بمكافحة الجراد والمتمركزة ما بين الزعفرانة ورأس غارب وتم تجهيزها بالكيماوي والمواد الزراعية اللازمة لمكافحة الجراد موضحا أنهم ينتظرون هبوط الجراد حتى يتمكن من القضاء علية".
وأرجح مصدر مسؤول في مديرية الزراعة أن الهجمة الشرسة من أسراب الجراد علي البلاد بهذا الشكل إلى عدم قيام دول الجوار بالتعاون في مكافحة الجراد كما ينبغي حيث تسببت رعونة المسؤولين في السودان وترامي صحاريها إلى زيادة الأعداد المقبلة إلى مصر إلى 3 أضعاف عن المتوقع مما جعل وسائل المقاومة البسيطة التي تعودت عليها مديريات الزراعة في المحافظات تفشل في صد الهجوم ومنعة من الوصول إلى المحافظات الأخرى.
هذا وقد تقدم العشرات من المزارعين والمواطنين في محافظة السويس لطلبات استغاثة للواء أسامة عسكر قائد الجيش الثالث الميداني للقضاء علي تلك الأسراب من الجراد بالطائرات وليس بالرش اليدوي كما يحدث حاليا حيث أنها أصبحت الوسيلة الوحيدة للحد من تلك الأعداد الكبيرة القادرة علي التهام محاصيلهم في غضون ساعات إذا تكاثرت في جبال مصر.
و في الإسماعيلية اجتاحت أسراب عدة من الجراد الأحمر مركز التل الكبير في الإسماعيلية، الأحد، وسط حال من الفزع والرعب أصابت أهالي المدينة .
وانتشرت أعداد كبيرة تقدر بالآلاف من الجراد الأحمر في قرى القصاصين القديمة ووادي الملاك وأم مشاق في مركز التل الكبير وهي المناطق الصحراوية وهناك مخاوف من انتشارها في الأماكن المجاورة .
وسادت حالة من الرعب بينت أهالي التل الكبير من انتشار الجراد على الطريق السريعة بعد زيادة أعداد الجراد وتسبب في حجب الرؤية على الطرق .
وأعلنت مديرية الزراعة في الإسماعيلية عن تشكيل غرفة عمليات لمتابعة أسراب الجراد ومكافحته .
أما في محافظة شمال سيناء فقد وصلت أسراب من الجراد إلى المحافظة، و بدأت تظهر في المناطق الغربية من المحافظة جنوب مدينة بئر العبد، وقال وكيل وزارة الزراعة في شمال سيناء، عاطف مطر "إنه تم بالفعل رصد أعداد متفاوتة من الجراد و يجري اتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها مضيفًا أن الأعداد التي تم رصدها لم تمثل خطورة حتى الآن".
وأعلنت محافظة شمال سيناء حال الطوارئ القصوى، وذلك بالتنسيق مع مديرية الزراعة، والتي تقوم بدورها بتنظيم غرفة عمليات مركزية تتصل بشكل مباشر وسريع بباقي الإدارات على مستوى المحافظة خاصة في منطقة بئر العبد.