بيروت- لبنان اليوم
واقفا على خشبة المسرح يشدو بكلمات أغانيه المميزة ومن أمامه جمهور كبير يؤازره ويتمايل مع كلماته، وفي لحظة واحدة انقلبت الصورة فوقف في وسط عشرات الإرهابين مطلقا لحيته يرتدي الأسود بالكامل وفي يديه يحمل علم الجماعات الإرهابية، هذه القصة رغم انها تبدو سينمائية إلا أنها كانت واقعا وحقيقة بطلها الفنان فضل شاكر الذي تحول بين ليلة وضحاها من مطرب شهير إلى إرهابي يقتل المدنيين، وكانت سببا في الحكن بـ سجن ملك الإحساس.
- بدايات فضل شاكر في الغناء
فضل عبد الرحمن شاكر مواليد 1969 بمدينة صيدا اللبنانية، بدأ الحياة الفنية من عمر 15 عاما، حيث كان يؤدي في الأعراس والحفلات البسيطة، وأطلق ألبومه الأول عام 1998، تبعه بعد ذلك على مدار الأعوام بـ 10 ألبومات أخرى جعلت منه واحدا من نجوم الصف الأول في الغناء على مستوى الوطن العربي، وذلك بفضل صوته العذب وكلماته المميزة.
- ألبومات فضل شاكر
واستطاع فضل شاكر أن يأثر قلوب الملايين من المحبين في الوطن العربي بعدد من الألبومات المميزة وهي " والله زمان - بياع القلوب - الحب القديم - سهرة طرب - حبك خيال - ليالي بيروت - ساعة طرب - سيدي روحي - سهرني الشوق - الله أعلم - بعدا عبال"، وذلك بجانب مجموعة من الأغاني الفردية المميزة اشهرها لولا حبك وبحلفك بالله وبنسى العالم وشبعنا من التمثيل.
- اعتزال فضل شاكر الفن
في عام 2012 توجه فضل شاكر برسالة قال إنها للشباب العربي عبر صحفته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قال فيها: "لا تحلموا أن تكونوا مثل المغني أو المغنية فقلوبهم مليئة بالأوجاع والهموم - المغني يصنع السعادة وهو حزين بسبب البعد عن الله".
وأعلن فضل شاكر في لقاء مع احدى القنوات الإسلامية الشهيرة في منزله، اعتزال الفن نهائيا معللا ذلك بأن الفن حرام، مؤكدا انه سيتوب عن الطريق الحرام، وحينها وجه له بعض النقاد الأسئلة حول إذا ما كان سيحتفط بالأرباح التي حققها أم لا بعدما قال أن الفن حرام.
- فضل شارك مع الارهاب
وكانت الشرارة الأولى التي حدثت قبل إعلانه الاعتزال ظهور فضل شاكر في حشد من تنظيم أحمد الأسير رجل الدين اللبناني وسط العاصمة بيروت في مارس 2011، وتطور الأمر بعد الاعتزال إلى إطلاقه اللحية بشكل كامل ودعا إلى الإنضمام إلى الجهاد في سوريا لمواجهة ميلشيات حزب الله التي تساند نظام الأسد، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل شارك في إشتباكات ضد أنصار حزب الله في لبنان.
ولكن رغم إعلان فضل شاكر الاعتزال ووصف الفن بالحرام، إلا أنه ظل يمكث في منزله الفخم في صيدا الذي يبلغ ثمنه 4.5 مليون دولار، ولم يتوقف عن تدخين السجار الفاخر الذي إعتاد على تدخينه، حتى 2014.
اشتباكات أنصار الداعية الأسير والجيش اللبناني في يونيو 2013 شهدت مشاركة فضل شاكر في صفوف الأسير وأسفرت تلك الإشتباكات عن مصرع 18 جنديا لبنانيا و11 مسلحا، وكانت تلك بداية الدموية في مشوار الفنان المعتزل.
- فضل شاكر داعش
وظهر فضل شاكر في أكثر مواقفه تشددا وسط مجموعة من أفراد الجماعات المتشدة، في حين إرتبط إسمه أكثر من مرة بتقديم الدعم المدى للإرهابيين وخدمات لوجيستية، وتورطه في عمليات إرهابية كبيرة وإرتبط إسمه بالإنضمام إلى الأرهابين سواء ما يعرف بالمقاومة السورية أو جماعات داعش داخل سوريا.
- فضل شاكر يعود إلى الغناء
في يونيو 2018، فاجأ فضل شاكر الجميع وهو يغني أغنية ليه الجرح في فيديو نشر على يوتيوب، وهو يعزف على الأورج بمشاركة نجله، وبعدها أطلق ألبومه الجديد "غيب"، وقدم شاكر إعتذرا للشعب اللبناني عن ما اقترفه من جرائم وقتها وأعلن توقفه عن المشاركة في أي امور سياسية في المستقبل.
- سجن فضل شاكر
جرائم الإرهاب وتلوث اليد بدماء الإبرياء امرا لا يمكن التغاضي عنها حتى لو عاد فاعلها لصوابه، وهو ما يحدث تماما مع فضل شاكر، فقد أصدرت محكمة عسكرية لبنانية أمس الأربعاء، حكمين غيابيا على الفنان فضل شاكر بالسجن المشدد 22 عاما، وذلك بعد إدانته بإرتكاب جرائم إرهابية.
الحكم الأول لمدة 15 عاما بعد إدانته بالمشاركة في إرتكاب جرائم إرهابية نفذها إرهابيون تحت علمه المسبق بخطط تنفيذها وتقديمه مساعدات لوجستية لهم لتنفيذ تلك العمليات الإرهابية.
الحكم الثاني بالسجن المشدد 7 سنوات، وتغريمه 5 ملايين ليرة لبنانية، وذلك بعد إدانته بجريمة تمويل جماعة إرهابية مسلحة وهي مجموعة "أحمد الأسير"، ودعمها ماليا وتوفير أموال لشراء الأسلحة والذخائر لعناصرها لتنفيذ عمليات إرهابية.
قد يهمك أيضا :