باريس - لبنان اليوم
إحتفلت أبرشية سيدة لبنان للموارنة في باريس بعيد القديس شربل للسنة الثانية، في إطار "برنامج التجمع العائلي السنوي"، بقداس احتفالي ترأسه راعي الابرشية والزائر الرسولي على موارنة أوروبا المطران مارون ناصر الجميل، في باحة المطرانية - "فيلا الارز" بمشاركة كهنة وعدد كبير من الجالية اللبنانية والعربية.
بعد الإنجيل المقدس، القى المطران الجميل كلمة، رحب فيها بالحضور، وعدد مزايا القديس شربل "الذي جعلته قديسا عالميا لكل البلدان والطوائف"، وقال: "نعيش اليوم خبرة تذكرنا بلقاءات يسوع على بحيرة طبريا مع تلاميذة في الطبيعة حيث كان يأخذ أمثاله لان دروس الطبيعة ثابتة في كل الازمان لكن الإنسان هو الذي يتغير".
اضاف: "نحتفل اليوم بعيد القديس شربل وعيد القديسة مارينا التي حافظت على إيمانها، على الرغم من انها عاشت ظروفا غير طبيعية ولم تنكشف حقيقتها إلا بعد موتها، لان الموت وحده يعري الاشخاص ويكشف الحقيقة مهما حاولوا تخبئتها".
وتابع: "منذ فترة كان هناك السينودس الذي انعقد في لبنان وجمع كل الأساقفة الموارنة في العالم حول سيدنا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي انقل لكم تحياته وتحيات كل من شارك في السينودس من مطارنة يحتفلون بالقديس شربل الذي انتشرت عجائبه في كل العالم وفي كل الطوائف، وهو الذي عاش على تلة ارتفعت زهاء الألف متر وبقي كل حياته ملتزما بقانون المحبسة في القرن التاسع عشر وأصبح قديسا، حيث قال عنه البابا بولس السادس أمام الفي مطران من العالم الكاثوليكي يوم إعلانه مكرسا، "انه ناسك من جبل لبنان، من الرهبنة المارونية". أما الرسالة التي يجب أن نستخلصها اليوم فهي أن الله هو الذي يدعونا ويحدد دورنا، وأن لم تحصل هذه الدعوة، فلا رسالة ولا دور، بدليل أن هناك رهبانيات لم تعد تشهد دعوات لان رسالتها لم تعد تتناسب مع الكنيسة".
ولفت الى أن "الظروف التي عاشها شربل شبيهة بتلك التي نعيشها اليوم من حروب. ففي أيامه حصلت مجازر الجبل وتهجر المسيحيون إلى بيروت. أما شربل فبقي على التلة مسالما، فيما غيره حمل السلاح. واليوم وبعد زهاء المئتي عام، نسينا من حملوا السلاح ونتحدث عن شربل ومشروع سلامه الذي خلص العالم بالصلاة والصوم، فلو سكتت وسائل الإعلام 15 دقيقة كل يوم لانحلت كل مشاكل الارض"، وقال: "لقد تعبنا من السمع، فالصمت يسمح بأن يتكلم الله فينا. وانا اطلب منكم أن تعيشوا هذه الخبرة فتدخلون الكنيسة من دون كلام وتغمضون أعينكم، فترون بعين الحقيقة وتسمعون ما يريد أن يقوله لكم يسوع المسيح والروح القدس، فتدخلون في عملية سلام وصفاء، فنحن لا نستطيع أن نغير أنفسنا أو العالم من دون خبرة الصمت والاصغاء، هذا ما فعله القديس شربل الذي يعلمنا درس الإصغاء والصمت والخدمة والطاعة للكنيسة، وهذه الفضيلة التي تعيشونها في بيوتكم، لكن من دون فلسفة، لان الطاعة هي مشاركة وثقة متبادلة وتعطينا سلاما داخليا".
وأكد أننا "نعيش اليوم رهبة كبيرة أمام قديس صامت لم يتكلم، وهو سبقنا الى كل العالم وهو سفيرنا وسفير الله الينا، لأنه يساعدنا على الوصول إلى قرب الله. اليوم جئنا إلى هنا لنعيد مار شربل ونقدم له هدية وهي اوجاعنا وأوجاع أهلنا في الوطن، ونحن نعيش تجربة تضامن معهم لمساعدتهم في هذه الظروف الصعبة".
وختم: "كنا نأمل أن تتوسع هذه المساعدة لتشمل سوريا والعراق ومصر والاراضي المقدسة، لان دورنا كمسيحيين هو الوقوف مع كل محتاج، فليس بالضرورة أن يكون محتاجا للطعام فقط، بل أيضا إلى الحرية، تماما كما يفعل شربل مع كل شعوب الأرض في لبنان وفرنسا وغيرهما".
وبعد القداس تبادل المطران الجميل التهاني بالعيد مع الحاضرين.
قد يهمك ايضا:
الأجهزة القضائية اللبنانية تتقصّى ملايين الدولارات جاءت جواً من تركيا