بيروت - لبنان اليوم
في عام 2015 وقف ابن الـ10 سنوات سافيو هيكل على مسرح «ذا فويس كيدز» (إم بي سي) يغني لليندا ديسوزا «لا شيء يمكنه إيقاف السعادة». يومها استدارت نانسي عجرم بكرسيها نحوه وضمته إلى فريقها. إلا أن الحظ لم يضحك له وقتها وخرج من المسابقة في البرنامج خالي الوفاض. وبعد مرور نحو ثماني سنوات على وقفته تلك، عاد القدر وضحك له من جديد. فتحول بين ليلة وضحاها إلى نجم يتابعه الملايين على وسائل التواصل الاجتماعي. وكل ذلك حصل بسبب عزفه على البيانو في أحد المتاجر المعروفة في باريس (مونوبريه) وفي شارع الشانزيليزيه بالتحديد.
فسافيو الذي كان يبحث عن مكان يمرن به أنامله في العزف على البيانو وجد ضالته في ذلك المتجر. وعلى مفاتيح البيانو الأبيض راح يعزف أغاني فيروز «كان الزمان وكان» و«نسم علينا الهوا» و«وحياة اللي راحوا» وغيرها، فلفت انتباه رواد المكان من فرنسيين ولبنانيين وجاليات عربية مختلفة. وبعد نشره فيديو قصيراً يصور تهافت الناس لسماعه في المتجر، حصد ملايين المشاهدات وتحول إلى نجم. فالفيديو الذي نشره عبر حسابه على «إنستغرام» انتشر «فايرل» واكتسح وسائل التواصل الاجتماعي.
الموضوع ولد معه بالصدفة كما يقول لـ«الشرق الأوسط» ويتابع: «لم أتخيل أن يتفاعل معي الناس بهذه الأعداد. ذهابي إلى ذلك المتجر كان بداعي تمرين أناملي على العزف. فأنا أتعلم العزف على البيانو منذ نحو 10 سنوات. وعندما هاجرت إلى فرنسا من أجل التخصص الجامعي افتقدت هذه الآلة. وبما أن الدولة الفرنسية تضع هذه الآلة بمتناول الجميع في أماكن عامة، قررت أن أستخدمها لهذا الهدف».
يروي قصته سافيو بحماس الشباب فهو لا يتجاوز الـ18 عاماً. وعندما أصبح مشهوراً على وسائل التواصل الاجتماعي وفي فرنسا لم يستوعب الأمر بداية. «لقد اتصل بي أحد العاملين في السفارة اللبنانية في فرنسا يهنئني. وكذلك نشر وزير الثقافة في لبنان القاضي محمد وسام المرتضى مقطع الفيديو وغرد يهنئني، وكل ذلك أسعدني كثيراً».
يعزف سافيو إضافة إلى موسيقى أغاني فيروز أخرى لأم كلثوم «أنت عمري»، ولسيد درويش «الحلوة دي»، وللفنان أبو «ثلاث دقات» وغيرها ويقول: «فيروز هي الأسطورة التي تربيت على صوتها منذ الصغر. فكنت أستمع إلى أغانيها في طريقي إلى المدرسة. وأنا اليوم بت مغترباً، وبات صوتها يعزيني في باريس كما باقي المغتربين اللبنانيين».
لم يشهد لسافيو النجاح خلال مشاركته في برنامج «ذا فويس كيدز» في عام 2015، ولكنه عاد وحقق حلمه بالشهرة. «ربما يومها لم يكن قد حان الوقت بعد لذلك. فلدي قناعة بأن كل شيء يحصل معنا في أوانه. وكان لا بد أن ألتقي الشهرة ولو بعد حين. لم أتوقف عن الغناء ولا زلت أقوم بذلك، ولكن بما أن الناس عرفتني من خلال السوشيال ميديا عازف بيانو ركزت على الأمر أكثر. ولكني أعد نفسي بالغناء وبالتمرس به، وبعض منشوراتي اليوم تبرز موهبتي هذه وتلاقي الإقبال أيضاً».
ماذا بعدما حصد كل هذه الشهرة وكيف يخطط للمستقبل؟ يرد: «لا أخطط لأي شيء، فأنا هنا في باريس في جامعة السوربون كي أنهي تخصصي بمجال المعلوماتية. وسأمضي في طريقي كما يرسمها لي رب العالمين. وعلي أن أسعى ومن بعدها ربما تفتح الأبواب في وجهي».
أخيراً، منعه المتجر الفرنسي، حيث كان يعزف، من الاستمرار في حفلاته العفوية. والسبب عدد الناس الكثير الذين صاروا يتجمعون حوله. «لقد شرحوا لي بأن هذه التجمعات تهدد أمنهم. عادة ما كانوا يطلبون مني أخذ فترة استراحة للتخفيف من زحمة الناس. ولكن هذه المرة كانت المسؤولة صارمة بقرارها، ولذلك سأبحث عن مكان آخر للعزف».
أحلام سافيو كثيرة وبعد حصده كل هذه الشهرة أصبح متأكداً بأنه يقترب من تحقيقها. «ربما أقيم يوماً ما حفلاً على أحد مسارح باريس المعروفة، فالفرنسيون أيضاً يتفاعلون مع موسيقاي. وقد أقيم آخر في لبنان وأغني خلاله. فكل ما يهمني هو ترجمة هذه الشهرة الافتراضية على أرض الواقع، عندها سيكون مذاق النجاح أجمل».
قد يهمك ايضاً