الدوحة ـ قنا
تحت الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، افتتح معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أعمال المؤتمر العام السادس عشر لمنظمة المدن العربية، الذي تنظمه وزارة البلدية والتخطيط العمراني بالتعاون مع منظمة المدن العربية. حضر حفل الافتتاح عدد من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء وكبارالمسؤولين وممثلي البعثات الدبلوماسية بالدولة. وقال معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في كلمته الافتتاحية، إن منظمة المدن العربية تضطلع بدور كبير وتقوم بمهام استراتيجية تصب في مصلحة التقدم الحضاري للأمة العربية وفي مصلحة المواطن العربي وتوفير البيئة الصالحة له للعمل والانتاج والابداع. وأشار إلى أهداف منظمة المدن العربية والتي يأتي في مقدمتها تعزيز مكانة السلطات المحلية وتشجيع اللا مركزية ورفع مستوى الخدمات والمرافق البلدية واعتماد اسلوب التخطيط الشامل لتوجيه نشاطات وخدمات المدينة. واعرب معاليه عن سرور واعتزاز دولة قطر باستضافة هذا المؤتمر الهام وبمشاركة هذا الحشد الكبير من الأشقاء والاصدقاء وهذه النخبة المتميزة من العاملين في مجالات التنمية المحلية والوطنية بالمنطقة العربية. وأضاف معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن محاور النقاش في هذا المؤتمر تتركز حول تحديات الاقتصاد واستراتيجيات التنمية الحضرية الداعمة للفقراء في المنطقة العربية إلى جانب الاهتمام بالتجارب والتقنيات الحديثة، معرباً عن ثقته بأن نتائج المؤتمر ستكون لها انعكاسات إيجابية وستؤسس لمرحلة جديدة في برامج وخطط المنظمة. وأكد على أن المؤتمر والذي اعتبره بيتاً جامعاً للمدن العربية سوف يجسد شعار "المدن العربية وتحديات التنمية المستدامة" ويعطي بحواراته ومناقشاته مفهوم الاستدامة ما يساعد في تلبية الحاجات الاقتصادية والبينية الاساسية للجميع، لتمتد الاستدامة لتشمل الفرص المتوافرة لتحقيق حياة افضل للجميع. وقال إن دولة قطر ومن خلال هذا المؤتمر الجامع للمدن والبلديات العربية وما تستضيفه وتنظمه وتشارك فيه من مؤتمرات ومنتديات اقليمية ودولية ذات صلة بعملية التنمية المستدامة تضيف بعداً جديداً الى مفهوم التنمية من خلال المدن باعتبارها المحرك الاساسي لعملية التنمية الشاملة والمستدامة. وأوضح معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن قيام المدن العربية بحشد هذه النخبة المتميزة من الخبراء والباحثين المهتمين بقضايا المدن وساكنيها أمر يتوافق مع دورها في خدمة مدنها الاعضاء وهو دور ينسجم مع كونها عضوا في فريق أممي يعمل في اطار التحضيرات لصياغة الاجندة الانمائية الخاصة بالامم المتحدة لما بعد 2015، مشدداً في هذا الصدد على ان أجندة التنمية الحضارية لما بعد 2015 لابد أن تتجاوز البعد الديمغرافي الى كيفية تأثير المدن ودورها في تحصين التنمية المستدامة. وأضاف معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن المدن والمراكز الحضرية باتت في صدارة عمليات التنمية العالمية، كما أصبحت موضعاً رئيساً للسلطة والسياسة مما يسهم في تحقيق الرؤى وتشكيل مخرجات السياسة العامة، لافتاً إلى ان تركيز هذا المؤتمر على المدن جاء باعتبارها الفضاء المناسب لوضع الأهداف المتصلة بالعدالة الاجتماعية وتحقيقها وليس كمراكز للابتكار والتنمية الاقتصادية وحسب. وأكد معاليه على أن هذا المؤتمر يشكل نقلة نوعية تواكب مستجدات الاوضاع الراهنة وتهيئ لقادة المدن فرصة التلاقي والتعاون والتعرف على ما عند الآخرين من المدن الشقيقة والصديقة من تجارب ناجحة في ميادين العمل البلدي والحكم المحلي. وتابع قائلاً "إن المدن بجميع قطاعاتها ومكوناتها هي مستقبل العالم وإنها لم تعد شيئاً هامشياً، بل أصبحت حاضرة بقوة في المشهد العالمي"، لافتا إلى أن العالم يتحرك بدوله ومجتمعاته ومؤسساته، نحو هدف واحد هو التنمية المستدامة. وشدد معالي رئيس الوزراء على أنه لا تنمية مستدامة من غير مدن آمنة ومستقرة ومتوازنة في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مشيراً إلى أن هذا التوازن بأبعاده المختلفة هو السبيل للرخاء والرفاه الانساني. وقام معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وسعادة الشيخ عبد الرحمن بن خليفة آل ثاني وزير البلدية والتخطيط العمراني بتكريم وتوزيع الجوائز على الفائزين بجائزة الدورة الحادية عشرة لمنظمة المدن العربية. من جهته، نوه السيد عبد العزيز يوسف العدساني الأمين العام لمنظمة المدن العربية بأهمية عقد هذا المؤتمر ليكون فضاءً مدنياً تعرض فيه ملفات ذات قضايا وموضوعات تهم المدن والبلديات العربية وخاصة في دول مثل ليبيا وتونس ومصر واليمن وغيرها من الدول الشقيقة التي تستعد لتنظيم انتخابات بلدية محلية تراعي تحديات المرحلة وتوائم متطلبات التنمية المستدامة. وقال في كلمته في الجلسة الافتتاحية، إن المدن العربية سجلت في مضمار التنمية نجاحات مشهودة ودخلت في شراكات حقيقية هيأت للقطاع الخاص وهيئات المجتمع المدني والمعاهد والجامعات والشباب من الجنسين فرصة سانحة لإطلاق المبادرات الهادفة للنهوض بالمدينة وساكنيها. ولفت إلى أن مفهوم التنمية المستدامة المحلية يتفق مع قرارات وتوجهات الأمم المتحدة التي رأت أن خطط وبرامج تقسيم التنمية إلى قطاعات، لم تحقق التنمية المستدامة المنشودة ولهذا برزت أهمية التنمية المستدامة المحلية. وأكد العدساني على أن المنظمة ومؤسساتها وعلى رأسها المعهد العربي لإنماء المدن في الرياض، أدركت أهمية هذا التوجه حيث ركز المعهد نشاطاته في تنمية الموارد البشرية وبناء القدرات. وكان التدريب من الأهداف الأساسية التي اعتمدها المعهد لرفع كفاءة العاملين في البلديات ومرافقها وإعدادهم علمياً ومسلكياً وفنياً، مشيراً إلى أن المعهد يحتضن أربعة من البرامج المتخصصة، وكل برنامج يشتمل على عدد من المشاريع. وجميعها تعمل لتحريك التنمية بكافة أبعادها ومفاهيمها في المدن العربية، مبيناً أن هذا الأمر ينسحب على مؤسسات المنظمة الأخرى، كل حسب اختصاصه ونشاطه. وقال إن المملكة المغربية ستستضيف في الأول من أكتوبر القادم المؤتمر الرابع لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة، داعياً المدن العربية للمشاركة بقوة في هذا المؤتمر والاستفادة من حواراته ومناقشاته في ميادين الحكامة والديمقراطية المحلية والإسهام في إيجاد شبكات ما بين الحكومات والمدن المحلية. وفي ختام كلمته، توجه العدساني بالشكر الجزيل لدولة قطر المضيفة ممثلة بوزارة البلدية والتخطيط العمراني وبلدية الدوحة على كرم الضيافة وحسن التنظيم، كما توجه بالشكر لضيوف المؤتمر من أصحاب المعالي الوزراء والمشاركين من قادة المدن والبلديات والخبراء والباحثين والمتحدثين. وضع مفهوم التنمية المستدامة في إطار إستراتيجية حضرية لمواجهة التحديات بدوره، عبر الدكتور فتح الله ولعلو رئيس المجلس الجماعي لمدينة الرباط، بالمملكة المغربية عن سعادته بالمساهمة في هذا المؤتمر، مؤكداً على ضرورة العمل على تمكين المنظمة من الدفع بوضع مفهوم التنمية المستدامة في إطار إستراتيجية حضرية باعتبار أن ظاهرة التحضر تهم المنطقة كما تهم كل مناطق العالم. وقال في كلمة له في الجلسة الافتتاحية، إن هذا المؤتمر يلتئم في ظروف تاريخية ذات حساسية كبرى، وحبلى بالتحديات المحيطة والمخترقة في نفس الوقت لمجتمعاتنا وكياناتنا، داعياً إلى تحويل هذه التحديات إلى رهانات. وأضاف أن التحكم في إقرار استراتيجية تنمية مستدامة في المدن العربية تفرض بالضرورة أن نكون واعين بالتحديات التي تخترق زمننا وفضاءنا، مشيراً إلى أربعة تحديات هي مستلزمات العولمة، ومخلفات الأزمة الاقتصادية والمالية بالعالم، والتحولات التكنولوجية والانتقالات القطاعية، وتحديات الاهتزازات المجتمعية والسياسية. وأشار إلى المهام التي يجب أن تضطلع بها منظمة المدن العربية ومؤسساتها في الظروف الراهنة لإنماء المدن من أجل الاستكمال العربي لأدوات التنمية المستدامة وخاصة المنفذ التدبيري الحضري. وأكد على أن دور المنظمة ودور البلديات العربية أمام كل هذه التحديات تهم عدة منافذ وهي الحفاظ على الكيانات القطرية ومواجهة مخاطر التقسيم والتضامن مع الشعب الفلسطيني في كفاحه والعمل على تجاوز المواجهات ذات الطابع الديني داخل المجتمعات العربية، لافتاً إلى أن هذا يتطلب بالضرورة توافقات ضرورية حول أسس جديدة لبناء الدولة ومعها كل التنظيمات الوطنية والمحلية من أجل مواجهة تحديات التنمية المستدامة. ويناقش المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام من خلال ورش عمل المدن العربية وتحديات الاقتصاد الأخضر وينظمها مركز البيئة للمدن العربية وورشة استراتيجيات التنمية الحضرية الداعمة للفقراء في المنطقة العربية وتنظمها اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا والمعهد العربي لإنماء المدن وورشة الحتمية الرقمية والنمو المستدام في المدن العربية وينظمها المنتدى العربي لنظم المعلومات وورشة المدن العربية مدن تعليمية ومضيافة ينظمها الملتقى التربوي العربي.