كشفت دراسة جديدة في مجلة دراسات الطفل والأسرة أن الأهل الذين يتدخلون في حياة أطفالهم بشكل كبير قد يتسببون بأذى دائم على صعيد بنيتهم النفسية. وتشمل مظاهر التدخل أو ما يسميه البعض "الهيلوكبتر" (نسبة إلى المروحة الكبيرة التي تعلو الطائرة وتغطيها بشكل كامل) الاتصال المستمر بأستاذ الجامعة للتأكد من علامات الابن، والتواصل مع الأبناء عبر "فيسبوك" والتأكد مما يكتبونه. وتقول قائدة مجموعة البحث هولي شيفرين إن هذه التدخلات تؤدي إلى تقليل قدرة الأبناء على حل المشكلات وجعلهم يعتقدون أنهم غير أكفاء وهذا يقلل من مهاراتهم المستقبلية في التعامل مع تحديات الحياة. وقام الباحثون بتوزيع استبيان على مجموعة مكونة من 297 يافعا في سن الدراسة الجامعية وسألوهم عن طبيعة العلاقة التي تربطهم بأهاليهم من خلال الإجابة عن أسئلة مثل هل يتصل والداك بأساتذتك في الجامعة؟ وهل يتدخلان إذا حدثت مشكلة مع شريكك في السكن الجامعي؟ وهل يساعدانك في اختيار موادك الجامعية؟ كما أجاب المشاركون عن أسئلة تقيس مدى شعورهم بالقلق والتوتر والاكتئاب. وبينت النتائج أن اليافعين الذين يتدخل أهلوهم في حياتهم بشكل أكبر أظهروا مستوى أقل من الثقة بالنفس والشعور بالكفاءة، كما سجلوا مستويات أعلى من الاكتئاب والإحباط والشعور بالنقص. وتقول شيفرين إن الأهل يتدخلون في حياة أبنائهم بغرض نبيل وهو مساعدتهم على تخطي الصعاب، ولكن مخرجات الدراسة تؤكد أنهم يسببون لهم الأذى. وتنصح شيفرين بإعطاء الأطفال فرصة للتعامل مع مشكلاتهم لوحدهم، وهذا أمر يجب ألا يتسبب للأهل بالشعور بالذنب لأنهم يتركونهم في وجه العاصفة، بل سيساعد الأبناء على تطوير مهاراتهم وإعطائهم الاستقلالية والثقة بالنفس.