حذرت منظمة الصحة العالمية من ازدياد حالات وفاة الأطفال بباكستان من مرض الحصبة عام 2012، مقارنة بمعدلات عام 2011.وقد أشارت المنظمة إلى أن مئات الأطفال ماتوا إثر الإصابة بالمرض، الذي انتشر بكثافة في بعض المناطق من البلاد، والتي تفتقر للرعاية الصحية والخدمات، خاصة نظام الصرف الصحي مع قلة وعي المواطنين بكيفية تجنب الأمراض المعدية، مما زاد من صعوبة مكافحة الأمراض المعدية، مثل الحصبة والالتهاب السحائي.وصرحت مريام يونس، المتحدثة الرسمية لمنظمة الصحة العالمية بباكستان، ''لقد توفي 306 أطفال في باكستان عام 2012 جراء الإصابة بالحصبة، بالمقارنة بـ64 عام 2011''. وأضافت أن هذه الزيادة لوحظت في منطقة السند الجنوبية، حيث تسببت الحصبة في موت 210 أطفال عام 2012.وقد أشار وزير الصحة بالمقاطعة صغير أحمد أن 100 طفل ماتوا في منطقة السند خلال شهر ديسمبر/كانون الأول فقط معظمهم في مناطق لم يتم تطعيم أطفالها بلقاح المرض.وأشار لبدء حملة لتطعيم ما يقرب من 2.9 مليون طفل بالمقاطعة التي ينتشر بها المرض، حيث لم يقم الكثيرون بتطعيم أطفالهم بلقاح الحصبة أو أي من الأمراض المعدية الأخرى لخطأ اعتقادهم أنه يؤذي أطفالهم. وينظر الكثير من الباكستانيين خاصة في المناطق الريفية لحملات التطعيم ضد مختلف الأمراض المعدية بكثير من الريبة، معتقدين أنها مؤامرة غربية لتعقيم المسلمين ضد الإنجاب كي لا يتكاثرون.وقتل في شهر ديسمبر تسعة مسؤولين في الصحة ممن يعملون بحملات تطعيم الشعب ضد مرض الالتهاب السحائي على يد بعض الميليشيات المسلحة ممن يعارضون تلك الحملات. وتعد باكستان واحدة من ثلاث دول في العالم يستوطن بها مرض الالتهاب السحائي. وتعاني منطقة السند التي انتشر بها مرض الحصبة بين الأطفال من تكرار ضربها بالفيضانات خلال السنوات الماضية، مسببة تهدم الكثير من المستشفيات ومراكز الرعاية بها.ومرض الحصبة ينتشر عن طريق السعال والرشح أو من خلال الاتصال الشخصي.ويتسبب في الحمي والسعال وطفح جلدي في أنحاء الجسم. معظم الأشخاص يشفون من المرض إلا أنه قد يصبح مميتاً عند الأطفال الذين يعانون سوء التغذية.ووفق إحصاءات منظمة الصحة العالمية فقد توفي ما يقرب من 139.300 شخص بالحصبة في العالم عام 2010.