واشنطن ـ العرب اليوم
أفادت دراسة جديدة بأن السل يمكن يختبئ في نخاع عظام المريض مقاوما للأدوية، وهذا يمكن أن يفسر سبب عودة المرض غالبا بعد سنوات من العلاج. ومن المعلوم أن تناول المضادات الحيوية يمكن أن يجنب المصابين أعراض المرض، بيد أن الأطباء لم يتمكنوا أبدا من منع المرض من العودة مجددا بعد سنوات أو عقود من العلاج الأولي. واكتشف باحثون من جامعة ستانفورد الأميركية مؤخرا أن المرض قادر على "التسلل" إلى الخلايا في نخاع العظام التي قد تحميه من العلاجات. وفسر العلماء الأمر بأن الخلايا لديها خواص مثل المقاومة الطبيعية للعقاقير والانقسام غير المنتظم، ووضع حصين متميز يمكن أن يسمح لها بالصمود أمام أنواع مختلفة من العلاجات. وفي الدراسة -التي نُشرت في مجلة "ساينس ترانسلييشنال ميديسين"- قال الباحثون إنهم اكتشفوا بكتيريا سلية نشطة في خلايا المرضى الذين عولجوا من السل. وأشاروا إلى احتمال أن يستخدم مزيد من الأمراض الأخرى المعدية أسلوبا مشابها للتخفي عن العلاجات، رغم أن أي علاجات جديدة تستغرق في تطورها عدة سنوات. وقد تم تحديد آثار بكتيرية فيما يعرف بـ"الخلايا الجذعية المتعلقة باللحمة المتوسطة" التي تستطيع إنتاج أنواع متخصصة من الخلايا، ومنها العظم والشحم والغضروف. ورغم أن الخلايا الجذعية توجد بشكل مثالي في نخاع العظام فإنها قادرة أيضا على الانتقال إلى الرئتين اللتين تشكلان البيئة المثالية لبكتيريا السل. وبعد اختبار نظريتهم على فئران المختبر في دراسة سابقة، نفذ الباحثون تجربة سريرية صغيرة في الهند، حيث أُخذت خزعة نخاع عظام من تسعة مرضى كانوا يعالجون من السل ولم تكن لديهم آثار من البكتيريا في الجهاز التنفسي. ويشار إلى أنه من الممكن إيجاد حمض نووي بكتيري في الخلايا الجذعية لنخاع العظام في ثمانية من المرضى التسعة، وقد وجدت بكتيريا حية في اثنتين من هذه الحالات. وقال الدكتور بيكول داس -الذي قاد الدراسة- "هذا ليس فقط دليلا قويا على أن السل يستطيع البقاء هاجعا في الخلايا الجذعية، لكن يبدو أيضا أن البكتيريا الحية يمكن أن تُستعاد من هذه الخلايا بعد فترة طويلة من الزمن. والأمر موحٍ جدا أيضا بكيفية استثارة تجديد النشاط: فهذه الخلايا الجذعية معروفة بأنها تنزح إلى أماكن الإصابة أو الالتهاب وتبدأ في الانقسام. ومن ثم فإن الخلايا الجذعية النازحة المخفية للبكتيريا الهاجعة قد تجدد نشاط المرض في الرئة".