افتتح معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أمس، الدورة 13 لمؤتمر جمعية الشرق الأوسط لزراعة الأعضاء في فندق أبراج اتحاد الجميرة في أبو ظبي، والذي يقام تحت رعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، بمشاركة أكثر من 800 متخصص في زراعة الأعضاء من مختلف الدول، وذلك على مدار ثلاثة أيام. ونقل معالي الشيخ نهيان بن مبارك، تحيات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك وتمنياتها الطيبة للمؤتمر بكل نجاح وتوفيق، داعياً إلى أن تكون الممارسات والأصول المتبعة في مهنة الطب على قدر توقعات سموها في الكفاءة والإتقان والالتزام بقواعد الشريعة الإسلامية وأُسس الأخلاق، وتوقعات سموها كذلك في أن تكون منطقة الشرق الأوسط نموذجاً رائداً في هذا السياق الذي يمثل خطوة نوعية كبرى في مجال الطب، ينقذ الأرواح ويسهم في تحسين حياة البشر. وقال معالي الشيخ نهيان إن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، قد عبرت عن هذا كله بتبرع سخي بقيمة مليون درهم لدعم برنامج الزمالة للتدريب على زراعة الأعضاء في دول المنطقة، ولدعم البحث العلمي في مجالات زراعة الأعضاء. وقال معاليه، خلال الكلمة التي افتتح بها المؤتمر، إن هذا المنتدى الذي يسلط الضوء على جانب مهم في الرعاية الصحية والطبية، يوفر الأمل ويمنح فرص الحياة للمرضى، ويسعى فيه الأطباء بمهنية وإخلاص إلى خدمة الإنسان، وتحسين نوعية الحياة، وذلك في إطار شرعي أخلاقي يحقق كافة الأهداف والفوائد المرجوة. ونيابة عن المشاركين في المؤتمر، تقدم معالي الشيخ نهيان بالشكر الجزيل لسموها، وقال إن تلك المبادرة الكريمة تأتي تجسيداً لحرصها الكبير على رفع مستوى الرعاية الصحية في المجتمع والمنطقة، وتحقيق التنمية الشاملة فيهما. مشيراً إلى إسهامات وإنجازات سموها في كافة مجالات التعليم والصحة وتنمية الأسرة، ورفع مكانة المرأة، وفي توفير كل سبل الحياة الكريمة للجميع. مناخ إيجابي وأشار معاليه إلى أن انعقاد هذا المؤتمر الضخم في أبو ظبي يحمل دلالته، فهذه المدينة الآن تسير بفضل رؤية قادتها، والعمل المستمر لأبنائها وبناتها، إلى أن تكون مركزاً عالمياً رائداً للرعاية الصحية والطبية. وأضاف أن هذا المؤتمر الذي يتزامن مع مرور ربع قرن على تأسيس جمعية الشرق الأوسط لزراعة الأعضاء لتطوير الممارسات الطبية وإجراء البحوث العلمية، وتأسيس برامج فعالة لزراعة الأعضاء في بلدان المنطقة. ممارسات أخلاقية وفي ختام كلمته، دعا معالي الشيخ نهيان بن مبارك إلى نبذ كل ممارسة غير أخلاقية في هذا المجال، بل والابتعاد عن كل محاولة لإسباغ صفات التجارة والاستغلال فيه، وأن نؤكد دائماً التزامنا القوي بالحفاظ على الكرامة الإنسانية للمتبرع والمريض، على حد سواء، بل والحفاظ على الكرامة الإنسانية أيضاً عند تحديد المعايير والأولويات التي يتمّ على أساسها اختيار المرضى للعمليات الجراحية. تطبيقات عملية وصرح سيف بدر القبيسي رئيس مجلس إدارة شركة أبو ظبي للخدمات الصحية «صحة»، بأن المتخصصين في هذا المؤتمر يطرحون دراسات حديثة حول التطبيقات العملية المثلى لزراعة الأعضاء، كما يناقشون أحدث المعلومات المتعلقة بالآمال والتحديات المتعلقة بالتبرع بالأعضاء وزراعتها، ونفخر باستضافة هذا الحدث العالمي المتميز الذي يهدف إلى رفع مستوى المعايير المعتمدة في برامج زراعة الأعضاء في المنطقة، فخلال السنوات الخمس والعشرين الماضية، نجحت جمعية الشرق الأوسط لزراعة الأعضاء في وضع وتطوير برامج زراعة الأعضاء في الشرق الأوسط، وأصبحت رائدة في تشجيع المبادرات والنشاطات المتعلقة بزراعة الأعضاء. وقالت نورة السويدي مديرة الاتحاد النسائي العام إن قيادتنا الرشيدة أولت اهتماماً كبيراً لبناء الإنسان، وتوفير كافة سبل الرعاية والعناية الصحية له في مختلف المراحل العمرية، وأصبحت الخدمات الصحية في دولة الإمارات تضاهي أرقى وأحدث أنواع الخدمات في الدول المتقدمة، ومن هذا المنطلق، احتضنت أبو ظبي فعاليات مؤتمر جمعية الشرق الأوسط لزراعة الأعضاء في دورته الحالية، تحت الرعاية الكريمة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وذلك حرصاً من سموها على دعم المسيرة العلمية والرياضية في منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة، وفي الإمارات بصفة خاصة. دعم المؤتمر وقالت نورة السويدي، قد اكتسبت دورة ألعاب الشرق الأوسط لزراعة الأعضاء في دورتها الرابعة أهمية خاصة، لأنها تشجع على منح وزراعة الأعضاء في المنطقة، وتشجع على ثقافة التبرع ومزاولة الرياضة، خاصة بالنسبة للمرأة، حيث تشترك النساء للمرة الأولى في هذه الدورة هنا على أرض الإمارات، وتحت رعاية أم الإمارات، حفظها الله، ونأمل أن تكلل هذه الدورة بالنجاح والتوفيق لكافة المشاركين والمشاركات، وأن تحقق جميع ما تصبو إليه من أهداف نبيلة. قانون زراعة الأعضاء وصرح الدكتور علي العبيدلي المدير التنفيذي للشؤون الطبية في شركة (صحة)، بأن دولة الإمارات تتبوأ منزلة كبيرة في مجال نقل وزراعة الأعضاء، إذ تم اختيارها لاستضافة هذا المؤتمر الهام في دورته الثالثة عشرة لافتاً إلى أن دعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وكلمة الشيخ نهيان بن مبارك في دعم جهود زراعة الأعضاء في منطقة الشرق الأوسط، تعطينا دفعة قوية للنهوض ببرامج وتشريعات طب نقل وزراعة الأعضاء. وشدد الدكتور العبيدلي على أهمية مشاركة وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة في التوعية والتثقيف المجتمعي، لتقبل عملية التبرع، وإذكاء الرأي العام بأهمية وضرورة التبرع بالأعضاء. 7800 عملية سنوياً أشار البروفيسور مروان المصري رئيس جمعية الشرق الأوسط لزراعة الأعضاء، إلى قرار هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية منذ ربع قرن تقريباً وبالإجماع، في ما يخص جواز نقل عضو أو جزئه من إنسان حي مسلم أو ذمي إلى نفسه، إذا دعت الحاجة إليه، وأمن الخطر من نزعه، وغلب على الظن نجاح زرعه، كما أشار إلى قرار مجلس مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في دورة مؤتمره الثالث بعمان بتاريخ 16 أكتوبر 1986 م، الذي حدد وفاة الشخص بما لا يدع مجالاً للشك. وقال إن زراعة الكلى في منطقة الشرق الأوسط تتجاوز 7800 عملية، بنسبة 10 % من العمليات التي تجرى على مستوى العالم سنوياً، وأن أكثر تلك العمليات تتم في إيران والمملكة العربية السعودية، ففي إيران تتم أكثر من 2700 عملية لزراعة الكلى سنوياً، وحوالي ألف عملية لزراعة الكبد، وفي تركيا تجرى سنوياً نحو 2480 زراعة كلي، ومثلها للكبد، مشدداً على أهمية إنشاء برنامج متكامل لزراعة الأعضاء في دولة الإمارات، التي تولي هذا الجانب أهمية كبرى، وذلك للحد من تلك العمليات التي تجرى في الخارج تحت ظروف طبية غير منضبطة في بعض الدولة، ما يؤثر في حياة المرضى.