أعلن مسؤول في وزارة الصحة التونسية، أنَّه تم رفض المئات من الإستقالات في صفوف الأطباء الذين تذمروا من مواصلة إستهدافهم والإعتداء عليهم إلى جانب ظروف العمل "السيئة "التي تعاني منها المستشفيات التونسية، كما أكد أن وزارة الصحة بصدد متابعة ومراقبة مرض "التهاب الكبد"من خلال هياكلها المختصة.  وأشار المدير العام بوزارة الصحة التونسية الدكتور نبيل بن صالح ، إلى أن وزارة الصحة أطلقت "صيحة فزع" من أجل إعادة الثقة إلى المستشفيات العمومية والإطار الطبي المباشر بها بعد أن قدم المئات من الأطباء إستقالتهم جراء الضغوط الكبيرة المسلطة عليهم والعنف الذي يتعرضون له، إلى جانب ظروف العمل الصعبة التي تعاني منها المؤسسات الصحية التونسية على غرار الإكتظاظ الكبير الذي تشهده. وأكد المسؤول التونسي أن وزير الصحة عبد اللطيف المكي رفض هذه الاستقالات وهو يسعى إلى إيجاد حلول سريعة وجدية للتصدي لكل الاعتداءات التي يتعرض لها الاطار الطبي والشبه الطبي . كما أوضح أن بعض الاعتداءات التي تعرض لها أطباء أثناء عملهم قد أدت إلى حصول إصابات متعددة ومتفاوتة الخطورة لعدد منهم ، في حين تم تسجيل حالة خطيرة لأحد الأطباء جعلته يقيم تحت العناية المركزة لأيام.  وفي سياق متصل، أكد كاتب عام النقابة الأساسية للصحة في مستشفى الحنشة التابع لمحافظة صفاقس جنوب البلاد، أن طبييًا وممرضًا تعرضا مساء الثلاثاء إلى التعنيف والضرب من قبل عدد من المواطنين في قسم الطواريء في المؤسسة الاستشفائية المذكورة.وعلى خلفية هذا الاعتداء تعطلت الخدمات الصحية بمستشفى الحنشة بعد تنظيم الأطباء والممرضين لوقفة احتجاجية. وتشكو المستشفيات التونسية وخاصة أقسام الطواريء، من حالات فوضى وازدحام وسوء تنظيم، ومن أحد عوامل هذا الإكتظاظ ضعف البنية التحتية في مجال الصحة التي تعد ضحية السياسة الفاشلة للنظام السابق في التنمية، إذ تتركز أغلب الكفاءات الطبية بالعاصمة وبعض المدن الساحلية الكبرى على غرار صفاقس وسوسة، في حين تغيب في بقية المدن وخاصة الداخلية والغربية منها، ويؤدي نقل بعض الحالات الخطيرة إلى مستشفيات العاصمة وسوسة وصفاقس إلى التسبب في حالات الوفاة في كثير من الأحيان بسبب طول المسافة والإهمال الطبي وغياب التجهيزات الضرورية في اغلب المستشفيات ومراكز الصحة الداخلية. على صعيد آخر، شدد المدير العام في وزارة الصحة التونسية نبيل بن صالح، على أن الوزارة بصدد متابعة مرض "التهاب الكبد" عبر هياكلها المختصة والمتمثلة في المرصد الوطني للأمراض وإدارة الصحة الأساسية. ويذكر أن أغلب حالات الإصابة بمرض التهاب الكبد الفيروسي «ب» و «ج» في تونس التي يناهز عددها 700 ألف، تتمركز جنوب البلاد ، ويعود ذلك إلى عادات وتقاليد هذه المنطقة التي تشهد انتشار ظاهرة الوشم، ويبلغ عدد الوفيات بهذا الفيروس المسبب لمرض السرطان 3500 حالة سنويًا في تونس. من جهة أخرى، وقعت وزارة الصحة التونسية وشركة بريتش غاز تونس على اتفاقيتي إحداث مشاريع صحية وتربوية سيتم من خلالها إعادة تأهيل وبناء مركز الصحة بمنطقة نقطة باعتمادات قيمتها 700 ألف دولار، إلى جانب تحسين البنية التحتية لخمسة مدارس في منطقة قرقور بتكلفة 100 ألف دولار. وحضر حفل توقيع الاتفاقيتين وزير الصحة التونسي عبد اللطيف المكي والرئيس المدير العام لشركة "بريتش غاز" مايكل رايس إلى جانب محافظ صفاقس ومندوبية الصحة والتعليم .كما أعلن وزير الصحة التونسي أن انطلاق هذه المشاريع سيكون في غضون الأسابيع المقبلة أي المدة الضرورية لإستكمال دراسة الجوانب المالية والقانونية. إلى ذلك، نظَّم عدد من أصحاب المصحات التونسية الخاصة وقفة احتجاجية أمام السفارة الليبية في العاصمة لمطالبة الحكومة الليبية بتسديد بقية الديون المتراكمة عليها، حيث تم علاج وإقامة عدد من جرحى الثورة الليبية في هذه المصحات. وذكر مسؤول تونسي أن قيمة المستحقات المتراكمة على السلطات الليبية ، تبلغ 40 مليون دولار من مجموع 70 مليون دولار لصالح 32 مصحة خاصة.