لندن ـ وكالات
قال خبراء التغذية إن مصانع الأغذية والهيئات الحكومية البريطانية ضللت باستمرار المستهلكين على مدى سنوات كثيرة بشأن عدد السعرات الحرارية الموجودة في الطعام المعبأ. وقالوا أيضا إن الناس الذين يعدون السعرات الحرارية وهم يحاولون تقليل الوزن لا يدركون أن النظام الرسمي لتقييم قيمة السعرات الحرارية في المواد الغذائية معيب بدرجة خطيرة، ولا يستطيع توفير تقديرات دقيقة لكمية الطاقة الموجودة في المنتج. وشركات الأغذية على سبيل المثال لا تأخذ في الاعتبار قيمة السعرات الحرارية للألياف في الطعام باعتبار أن بعض الأغذية الغنية بالألياف التي تباع على أنها قليلة السعرات قد تحتوي في الواقع -في الحالات القصوى- على 25% من السعرات الحرارية أكثر مما تشير إليه الملصقات التي على المنتج. وقال جيفري ليفيسي خبير تغذية مستقل مقيم في بريطانيا ويقدم المشورة لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، إن هذا يعني أن بعض الأطعمة الغنية بالألياف الموجهة للأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا تكون في الواقع أكثر دسامة مما يوهمون به. وأضاف أن "المشكلة هي أن النظام لا يأخذ الألياف في الاعتبار، لكنها لها تأثير كبير على تباين محتوى الطاقة في الطعام.. وما قدمه لنا النظام القديم هو قيمة حرارية عامة جدا. وفي بريطانيا نحن لم نعيّن قيمة للألياف، ومن ثم فإن عدد السعرات الحرارية كان عادة أقل.. في المتوسط نحو 5% من الطاقة في الطعام هي ألياف". وتابع ليفيسي "وعليه فإن المستهلكين كانوا يتناولون سعرات حرارية أكثر مما كانوا يظنون، وخاصة إذا كان الطعام غنيا بالألياف. وعندما يأكل الناس حبوب الإفطار بالمكسرات والفواكه المجففة فهي طعام صحي، لكنها غالبا ما تزيد الوزن". واستطرد بأن المستهلكين كانوا لعقود يستهلكون دون أن يدروا سعرات حرارية إضافية في الطعام الغني بالألياف، لأن نظام تقييم السعرات الحرارية يعود إلى السبعينيات بل وحتى أبعد من ذلك، وهذا يعني أنه إذا اتبع الناس الاستهلاك اليومي الموصى به وهو 18غ من الألياف فيعني أنهم يتناولون أكثر من 250 سعرة حرارية إضافية كل أسبوع دون أن يدركوا ذلك. وقال ليفيسي إنه في إطار مبادئ توجيهية أوروبية جديدة -مراقَبَة من قبل وزارة الصحة ووكالة المعايير الغذائية- يُطلب من شركات الأغذية إجراء تقييمات أدق للسعرات الحرارية، لكن من غير الواضح كم عدد الشركات التي تفعل ذلك. وقال ريتشارد رانغام من جامعة هارفارد إن وجود الألياف ليس هو فقط الذي أربك تقييمات السعرات الحرارية، فالعلماء أدركوا منذ سنوات عديدة أن أعداد السعرات على ملصق الطعام لا تأخذ في الاعتبار الطاقة التي يبذلها الجسم في تناول وهضم نوع معين من الطعام. وتقييمات الحكومة بشأن كمية الطاقة الموجودة في الطعام تفترض أن قيمة السعرات الحرارية هي نفسها سواء كان الطعام مطبوخا أم نيئا، لكن العلماء يعرفون أن الطعام النيئ يوفر سعرات حرارية أقل لأن الجسم يبذل طاقة تفتته. وأضاف رانغام "نتحدث عن فارق لا يقل عن 10 و30%، وعليه فإن تناول الطعام النيئ وسيلة جيدة لإنقاص الوزن، لكن عليك أن تحذر حيال ذلك على المدى الطويل، وهذه الوسيلة غير مستحسنة لدى الأطفال. وهناك الكثير من المعلومات الخاطئة عن السعرات الحرارية، ومن المهم جدا للمستهلك -سواء كان يتبع نظاما غذائيا أم لا- أن يكون لديه المعلومات الصحيحة عما يتناوله".