يقول باحثون بريطانيون إن انجلترا شهدت انخفاضا كبيرا في عدد الأطفال المحتجزين في المستشفيات لإصابتهم بالربو الحاد بعد تطبيق قانون حظر التدخين في الأماكن المغلقة. وأظهرت الدراسة أن هناك انخفاضا بنسبة 12 % في العام الأول بعد أن دخل قانون منع التدخين في الأماكن العامة المغلقة حيز التنفيذ. ويقول كاتبوا الدراسة من جامعة امبريال كوليدج في لندن إن هناك أدلة متزايدة تشير إلى أن العديد من الأشخاص يفضلون المنازل الخالية من التدخين أيضا. وقام الباحثون في هذه الدراسة بفحص الأرقام المسجلة بمؤسسة الخدمات الصحية الوطنية منذ أبريل عام 2002. وقال الباحثون الذين نشروا نتائج دراستهم في مجلة طب الأطفال البريطانية إن عدد الأطفال الذين كانوا يحتجزون في المستشفيات لإصابتهم بنوبات ربو حادة كان يتزايد بأكثر من اثنين في المئة كل عام قبل أن يتم تطبيق هذه القيود القانونية في يوليو/تموز 2007. وقام الباحثون بأخذ ذلك في الاعتبار، بحساب معدلات الانخفاض في عدد الأطفال المحتجزين في المستشفيات خلال فترة 12 شهرا بعد تطبيق القانون، ووجدوا أن النسبة بلغت 12 في المئة، بالإضافة إلى زيادة أخرى بنسبة ثلاثة في المئة في العامين التاليين. وكان هذا الانخفاض ملحوظا بين الأطفال من الأولاد والبنات، من كل الأعمار، وفي المناطق الحضرية الغنية، والمناطق المحرومة أيضا، وفي المدن والريف كذلك. وقبل تطبيق قانون حظر التدخين في الأماكن المغلقة، كان يتركز جزء كبير من الجدل حول كيفية حماية العاملين في الحانات من التدخين السلبي. وقال العديد من النقاد في ذلك الوقت إن المدخنين قد يردون بتدخين المزيد من السجائر في المنزل، مما سيعود بالضرر الصحي على أفراد عائلاتهم، لكن الباحثين في هذه الدراسة يقولون إن هناك أدلة متزايدة على أن العديد من الناس يصرون على أن تكون بيوتهم خالية من التدخين. وقال كبير الباحثين في الدراسة، كريستوفر ميليت، إن هذا التشريع قد دفع نحو مزيد من التغييرات السلوكية غير المتوقعه، التي لاقت أيضا ترحيبا كبيرا. وأضاف: "نحن نعتقد بشكل متزايد أن الأمر يعود إلى تفضيل الناس لبيوت خالية من التدخين، بعدما تم تطبيق هذه القوانين التي تحظره، وهذا يرجع إلى رؤيتهم لفوائد هذه القوانين في الأماكن العامة". وتابع: "وقد أفاد ذلك الأطفال أيضا لأنهم أصبحوا أقل عرضة للتدخين من جهة ثانية"، حيث تعزز هذه النتائج الأدلة التي تشير إلى التأثير الإيجابي لتطبيق قانون حظر التدخين في الأماكن العامة في دراسات أخرى أجريت في أميركا الشمالية واسكتلندا، وأظهرت أيضا انخفاضا في عدد الأطفال المحتجزين في المستشفيات لإصابتهم بنوبات الربو الحادة. وأدى هذا القانون كذلك في انجلترا إلى وجود حالات أقل للأشخاص الذين يدخلون المستشفيات من جراء الإصابة بالنوبات القلبية.