شكك أحد الأطباء الأميركيين بوجود علاقة وثيقة بين أمراض القلب وزيادة معدل الكولسترول في الدم. وقال الدكتور جوني بودون مؤلف كتاب"الخرافة الكبرى للكولسترول" إن تقليل مستوى الكولسترول لا يعني بالضرورة تجنب الإصابة بأمراض القلب. وأضاف: "بل إن ارتفاع نسبة الكولسترول لا يمثل إشارة تنبئ بالإصابة بأمراض القلب. الدليل أن نصف الأشخاص الذين يرسلون للمستشفى وهم يعانون من مرض في الأوعية الدموية للقلب يسجلون مستوى طبيعي للكولسترول بالدم كما أن نصف الأشخاص الذين يعانون من زيادة مستوى الكولسترول يتمتعون بقلب صحي". ولا يعني هذا في رأي بودون أن الكولسترول لا يلعب دوراً في الإصابة بأمراض القلب إلا أنه يرى أن التركيز عليه جعل البعض لا ينتبه لعوامل أخرى هامة تساهم في مشاكل الأوعية الدموية مثل الالتهابات والعطب الناتج عن الأكسدة والضغوط الحياتية ونسبة السكر في الطعام. واعتبر الطبيب أن "هذه هي الأشياء التي أعتقد حقاً أنها تتسبب في أمراض القلب وليس الكولسترول الذي يمثل لاعباً غير أساسي في المشكلة إلا أننا نركز كل جهودنا على تقليل مستواه في الجسم دون النظر للمشاكل الأخرى المسببة للمرض". وأشار بودون إلى أن زيادة التركيز على الكولسترول أدى إلى الإفراط في تناول عقار الإستاتين باعتقاد أنه يقلل من الكولسترول بينما في الواقع هذا العقار لا يحقق فوائد حقيقية في هذا المجال، حسب قوله. وحذّر قائلاً: "يجب على السيدات بشكل خاص ألا يتناولن عقار الإستاتين لعدم وجود دليل على قدرته في إنقاذهن من الإصابة بأزمات القلب". كما نبّه الى "مشكلة أكبر" وهي تفكير بعض الأطباء بوصف هذا العقار للأطفال، مضيفاً: "لم يحاول أحد من قبل اختبار تأثير الأستاتين على الأطفال كما أن الكولسترول يمثل أمر لا غني عنه لوظائف الجسم. في حين أن الأستاتين له أضرار جانبية يجب أن نأخذها بجدية في الاعتبار". ورأى بودون أن أفضل طريقة لمكافحة ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم تكمن في تناول الكثير من الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة ومضادات الالتهابات مثل التوت الأزرق واللفت والبصل والفلفل وسمك السالمون الغني بالأوميجا 3 بالإضافة إلى مادتي الكوركم والكاري الذي يكثر استخدامهما مع الأطباق الهندية. وبجانب حسن اختيار المأكولات، نصح الباحث بإتباع أسلوب حياة صحي بعيداً عن الضغوط الحياتية. وختم قائلاً: "قلل من الضغوط والقلق في حياتك لأنه يساهم بشكل كبير في الإصابة بأمراض القلب أكثر من الكولسترول. فتقليل الضغوط يخفض السموم بالجسم ويقلل من تناول السكر. والمشكلة ليست في الدهون بل في السكر الذي يحتويه طعامنا".