الرياض ـ وكالات
كشفت تقارير عالمية عن ارتفاع نسبة مرض "بطانة الرحم المهاجرة" وبات المرض يشكّل تهديدا حقيقيا للنساء، خاصة مع ارتفاع المساحة العمرية للإصابة به من 15 إلى 49 سنة، وأن أكثر من 176 مليون سيدة في العالم يعانين هذا المرض. وأوضح الدكتور هشام عرب أمين عام الجمعية السعودية لأمراض النساء والولادة خلال ورقة العمل الملتقى السعودي الأول لمرض "بطانة الرحم المهاجرة" الذي انطلق أمس الأول ويختتم أعماله أمس في مدينة جدة، بهدف تعزيز الطرق الوقائية والعلاجية للمرضى، وذلك بحضور أكثر من 200 مختص ومختصة من دول أوروبا والدول العربية. على أهمية التشخيص المبكر لمرض "بطانة الرحم المهاجرة"، قال: إن هذا المرض يوجد عند نحو 55 إلى 60 في المائة من النساء اللواتي يعانين آلاما شديدة ومزمنة في منطقة الحوض، في حين تكون نسبته بين 20 حتى 45 في المائة من السيدات اللواتي يعانين تأخر الحمل، وتكون نسبته بين 15 حتى 18 في المائة من السيدات اللائي ليس عندهن أي شكاوى. وتشير الأرقام المتواترة عالميا، إلى أن مرض "بطانة الرحم المهاجرة" بات يشكل خطرا حقيقيا على حياة السيدات، وأن ما بين واحدة من كل عشر سيدات يمكن أن يكن لديها فرصة في تطور مرض "بطانة الرحم المهاجرة" في السعودية التي تتوافق دوليا مع ذات المؤشر العالمي في معدلات الإصابة. ويعرف علميا أن انتباذ بطانة الرحم أو ما يسمى "بطانة الرحم المهاجرة"، يكون بوجود أجزاء من بطانة الرحم في أماكن أخرى غير طبيعية مثل الحوض والأنابيب والمبيضين، وقد تصل أيضا إلى المثانة والأمعاء. وقد يؤدي تجمع للدم الذي ينتج من خلايا بطانة الرحم إلى تكوين أكياس. وأبان أمين عام الجمعية السعودية للنساء والولادة، أن أكثر المناطق شيوعا التي يمكن وجود نقاط من بطانة الرحم فيها هما المبيضان (نحو 50 في المائة من الحالات)، ثم الأعضاء المتواجدة في الحوض، ولكن بشكل أقل شيوعا، يمكن أن تكون هذه المراكز أيضا في البطن، بل قد تصل إلى الرئتين، السرة وبطانة الأنف، وقد يترك الأمر ندوبا بعد عملية قيصرية. ومما يزيد الأمر تعقيدا على الباحثين والأطباء حتى اليوم، أنه لا يعرف السبب في هذا المرض على وجه التحديد، وكل ما هو معروف هو مجرد نظريات وافتراضات لم تثبت صحتها بعد على وجه اليقين. وتقول إحدى النظريات: إن بطانة الرحم تتدحرج، خلال فترة الحيض، ليس فقط باتجاه المهبل، ولكن أيضا باتجاه تجويف البطن من خلال قناة فالوب، وهذا ما يفسر سبب حصول عيوب خلقية في الرحم، في كثير من الحالات، لدى ظهور هذه الحالة. وهناك نظرية أخرى تقول: إن احتمالية الإصابة بهذا المرض، بسبب إفرازات هرمونية من جوف الرحم تنتقل إلى أماكن خارج الرحم، وبسبب تأثيرها الهرموني تحرض أنسجة أخرى على التحول إلى أنسجة شبيهة لتلك المبطنة لجوف الرحم.