يقول الباحثون إنهم سيتمكنون قريبًا من توقع انتشار وباء الأنفلونزا بالطريقة ذاتها التي يتوقعون فيها الارصاد الجوية، هذه الامكانية التي من شأنها ان تحسن الوضع الصحي بصورة عامة، نظراً الى ان الجميع سيستعد لمنع هذا المرض او معالجته.وقال جيفر شامان، من كلية الصحة العامة التابعة لجامعة كولومبيا، والذي انجز الدراسة، انه اذا كانت المعلومات المتوقعة صحيحة بصورة معقولة فإنها ستساعد العاملين في المجال الصحي على تحضير الامصال المحددة والعقاقير المضادة للفيروسات في المناطق الأكثر حاجة. واضاف ان الاشخاص يمكنهم عندها ان يقرروا ما إذا كانوا يريدون مصلاً ضد الانفلونزا او الابتعاد عن المصابين بالمرض وعطاسهم. وباستخدام المعلومات الحقيقية في الولايات المتحدة التي قام بجمعها غوغل، مقرونة بأنماط ابتكرها الكمبيوتر، تظهر كيفية انتشار الانفلونزا، تمكن الباحثون من ابتكار نظام يقولون انه يمكن ان ينتج توقعات محلية لشدة وطول انتشار الانفلونزا.ويمكن لهذا النوع من التوقع ان يحسن من الاستعدادات وإدارة حالات الأنفلونزا السنوية، كما تقول ايرين ايكستراند، من المعهد القومي للصحة في الولايات المتحدة. ويقول شامان« اذا كان لديك توقعات بانتشار الوباء لمدة ستة اسابيع مع ثقة كاملة بأنه سينتشر في مدينة نيويورك، ولن يحدث شيء في لوس أنجلوس، فإنه سيتم ارسال الأمصال الى هناك، لأنه هناك ما يكفي من الوقت لتوزيعها قبل ان يكون هنا انتشار حقيقي للوباء».وجرت هذه الدراسة التجريبية التي نشرت نتائجها في المجلة الوطنية الاكاديمية للعلوم، في مدينة نيويورك، فحسب، باستخدام معلومات من الفترة مابين ‬2003 و‬2008. وقال شامان «يجب علينا ان نجربها في اماكن اخرى، وعلينا ان نجربها ونرى تأثيرها خلال سنوات الوباء، وعلينا ان نرى الفرق في الاداء استناداً الى قوة سلالة الفيروس». ويظهر برنامج الكمبيوتر الذي استخدمه الباحثون نمطاً معيارياً لانتشار وباء الانفلونزا وانتشار عدواها بين السكان.