واشنطن ـ وكالات
يعتبر ضيق التنفس (dyspnea) من المشكلات الصحية الشائعة، وغالبا ما يكون السبب فيه وجود حالات مثل النوبة القلبية أو أمراض الشرايين التاجية، الربو، ومرض الانسداد الرئوي المزمن chronic obstructive pulmonary disease، والسمنة. ويجري معظم الأطباء فحوصا للبحث عن هذه المشكلات، ثم يقومون بإحالة الشخص إلى اختصاصي بمجرد تحديد السبب المحتمل. البحث عن الأسباب * إلا أن العثور على السبب الحقيقي لضيق التنفس لا يكون دائما أمرا يسيرا، وفي الحالات التي يستبعد فيها اختصاصي القلب وجود مشكلة في القلب ويقول فيها اختصاصي الرئة إن أمراض الرئة ليست هي المسؤولة، فإن طبيب الرعاية الأولية قد لا يعرف إلى أين يتجه طلبا للمساعدة، ونتيجة لهذا قد لا يتم تشخيص حالة المريض ولا يحصل على أي علاج. إن من يعانون من حالات عسر في التنفس ليس لها تفسير واضح هم الذين قد يحققون أكبر استفادة من المنهج الذي ابتكرته عيادة عسر التنفس وعدم تحمل التمارين الرياضية في مستشفى بريغهام والنساء التابعة لجامعة هارفارد، وهي واحدة من العيادات القليلة من هذا النوع في الولايات المتحدة. ويوضح د. آرون واكسمان، الاختصاصي في أمراض الرئة ومدير العيادة: «الاختبارات التقليدية لضيق التنفس - وهي تصوير الصدر بأشعة إكس واختبار وظائف الرئة وتخطيط صدى القلب - يتم إجراؤها جميعا في حالة الراحة. أحيانا لا يمكن استثارة السبب الحقيقي إلا حينما يكون الشخص في حالة نشاط، لذا فنحن نقدم شكلا متطورا من اختبارات تمارين القلب والرئتين». اختبارات وتمارين * وهذا الاختبار يتم تنفيذه أثناء أداء التمرين على الدراجات الثابتة. وقبل ركوب الدراجة يتم تثبيت قسطرات في القلب والشريان الرئوي والشريان الكعبري في الذراع لمراقبة ضغط الدم، وهذه الأنابيب تسمح للأطباء بقياس مدى كفاءة وصول الأكسجين إلى القلب، وكيفية امتصاصه والاستفادة منه داخل العضلات التي تؤدي التمارين الرياضية، ومدى فعالية طرد ثاني أكسيد الكربون مع الزفير أثناء الاختبار. وغالبا ما يحل هذا الاختبار لغز عسر التنفس الذي ليس له أي تفسير، وتتباين النتائج من ارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي (pulmonary hypertension) بسبب التمارين أو قصور القلب الانبساطي (diastolic heart failure) إلى ضعف أعصاب العضلات (neuromuscular weaknesses) إلى اضطرابات الميتوكوندريا (mitochondrial disorders). بل إن أطباء العيادة اكتشفوا شيئا جديدا أطلقوا عليه اسم «قصور ما قبل التحميل» (preload failure)، وفيه لا يعود الدم إلى القلب بصورة سليمة. وبعد التوصل إلى تشخيص، تبدأ الخطوة التالية بتقديم علاج يهدف إلى القضاء على ضيق التنفس أو تقليله. ويقول د. واكسمان: «ليس كل شيء يمكن علاجه بصورة حاسمة، لكن هذا لا يعني أن هناك من لا يمكن مساعدته. إذا لم يكن هناك أي حل طبي أو جراحي، فإن العلاج الطبيعي أو إعادة تأهيل الرئتين أو القلب قد تفيد. المهم هو أنه إذا كان ضيق التنفس يؤثر على حياتك، فلا بد أن تبحث عن حل».