بالرغم من معاناة الكثيرين من النقص في فيتامين "ب 12" فإنهم لا يحصلون على العلاج اللازم، لأن قياسات الفيتامين في دمائهم تكون في المستوى الطبيعي أو أعلى. وتشمل أعراض نقص فيتامين "ب 12" ظهور تقرحات على اللسان، وحدوث مشاكل في الذاكرة، وفقدان التوازن، بالإضافة إلى اضطراب الإحساس في الأطراف. ويعرف فيتامين "ب 12" باسم الكوبالامين، وهو من الفيتامينات التي تذوب في الماء، ويضطلع بدور أساسي في وظائف الدماغ والجهاز العصبي وتكوين الدم، وتبلغ حاجة الجسم منه 5 مايكروغرام في اليوم، ويتوافر في اللحوم والأسماك والكبد والحليب ومنتجاته. ولأن حاجة الجسم منه ضئيلة فإن نقصه لا ينتج عن قلة المأخوذ منه بل بسبب ضعف امتصاصه، ويحدث ذلك عادة في حالة نقص العامل الداخلي في الأمعاء، والذي يقوم بالارتباط بفيتامين "ب 12" ليتم امتصاصه بعد ذلك إلى بطانة الأمعاء والدورة الدموية. وكتب الدكتور ديفد يانغ من جامعة ويسكنسون في العدد الأخير من مجلة نيو إنغلند الطبية محذرا من عدم معرفة الكثيرين من مقدمي الخدمات الصحية بحقيقة وجود قصور في الطرق الأوتوماتيكية التقليدية لقياس تركيز فيتامين "ب 12" في الدم، إذ من الممكن أن تعطي نتائج مرتفعة محولة القيم المنخفضة إلى طبيعية أو عالية. ومما يؤكد كلام الدكتور يانغ أن الكثيرين ممن يعالجون أنفسهم عبر شراء أقراص "ب 12" من الصيدلية وتناولها، يشعرون بتحسن في الأعراض، ويناقض هذا أيضا النظرة الطبية السائدة بضرورة تعاطي فيتامين "ب 12" عبر الحقن العضلية. فقد سجلت الدكتورة سالي ستبلر في نفس العدد من المجلة الطبية المذكورة أن تناول فيتامين "ب 12" بالفم بجرعة 2000 مايكروغرام يعطي نتائج علاجية مساوية للخطة العلاجية التقليدية القائمة على الحقن العضلية الأسبوعية، والتي يتبعها حقن شهرية من فيتامين "ب 12". ومع أن هذه النتائج لا تعني أن يحاول الأفراد أخذ العلاجات على عاتقهم وبدون استشارة الطبيب، إلا أنها تلقي الضوء على وجود بعض القصور في طرق التشخيص والعلاج التقليدية.