إننا فى الحقيقة نتكون مما نأكله جسمانيا ونفسيا، وإذا اختل الاتزان الغذائى تأثرت بذلك صحتنا الجسمانية والنفسية، وقد وجد أن بعض هذه الاختلالات أو الأخطاء الغذائية يمكن أن تؤدى إلى الإحساس بالاكتئاب. ونوه خبراء التغذية إلى أن مستوى السكر بالدم يعتبر هو الوقود الأساسى للمخ، وإذا انخفض مستواه بالدم عن الحد الطبيعى تضعف القدرة على التركيز والتفكير، ويحدث نوع من الكآبة وعدم الانسجام النفسى، وهذا الانخفاض يمكن أن يحدث إذا انخفضت كمية الطعام، كما فى حالة اتباع نظام غذائى "رجيم" قاس لإنقاص الوزن أو كما فى حالة المجاعات. لكنه وجد كذلك أن بعض أنواع المأكولات من الكربوهيدرات وخاصة السكريات مثل السكر الأبيض والحلويات تؤدى لارتفاع سريع بمستوى السكر بالدم، لكنه لا يدوم لفترة طويلة وقد يعقب ذلك إحساس بالفتور وعدم الانسجام النفسى، ولذلك يرجح أن الكربوهيدرات التى تعطى طاقة سريعة تعد أحد أسباب الفتور والاكتئاب، ويعتقد أن سبب ذلك يرجع إلى أنها تتسبب فى إخراج كمية كبيرة من الأنسولين من غدة البنكرياس وهذا يتسبب بدوره فى سحب كمية كبيرة من الجلوكوز (السكر) من الدم بواسطة الكبد والعضلات مما يؤدى للفتور والعصبية وانحطاط المزاج. كما قد يتمثل اختلال توازن الأملاح بالجسم فى انخفاض البوتاسيوم أو انخفاض الصوديوم أو ارتفاع الكالسيوم، فقد تؤدى هذه الحالات إلى الشعور بالاكتئاب، وعادة يكون سبب هذا الاختلال نتاجا عن وجود اضطراب بهرمونات الجسم، ونادرا ما يكون نتيجة لخطأ ولنقص غذائى، وذلك باستثناء حالة ارتفاع الكالسيوم إذ يمكن أن يحدث هذا الارتفاع نتيجة لتناول كميات كبيرة من فيتامين "د" فى صورة أقراص أو من خلال تناول زيت كبد الحوت. ويعتقد كذلك أن نقص الكالسيوم يمكن أن يؤدى للاكتئاب أيضا ، لذا يعتقد أن الاكتئاب الذى يحدث للمرأة خلال الأيام القليلة السابقة للحيض، وكذلك اكتئاب المرأة بعد بلوغ سن اليأس قد يرجع أحد أسبابه إلى حدوث نقص بالكالسيوم بسبب التغير الهرمونى بالجسم خلال هذه الفترات، إلا أن هذه العلاقة بين نقص الكالسيوم وحدوث الاكتئاب لا تزال موضع جدل بين الباحثين. والجدير بالذكر أن أكثر الأشخاص عرضة لنقص الفيتامينات معرضين للاكتئاب سواء كان فيتامين (ب) المركب، فيتامين (ج)، ب1 (ثيامين)، نياسين، أو ب2 (بيريدوكسين) أو حمض الفوليك