في فرنسا أطلقت وكالة السلامة الصحية تحذيرا جديدا ضد مخاطر استخدام مادة البيسفينول إي المركب العضوي الذي يدخل في تصنيع علب الأطعمة والمشروبات والمنتجات البلاستيكية لاعطائها قدرا من المرونة. ووجد الباحثون أن تعرض الأطفال والنساء الحوامل لهذه المادة يزيد مخاطر إصابتهم بالربو والسرطان. بيسفينول هو مركب كيماوي يستعمل في صنع البلاستيك الشفاف وهو واحد من 50 منتجا رائدا يتم انتاجها في الصناعة الكيماوية ويجرف ارباحا تقدر بـ 6 مليون دولار يوميا في الولايات المتحدة.  اكتشف العلماء ان مادة البيسفينول أ بالامكان استعمالها كبديل للأستروجين في سنوات الثلاثينات من القرن العشرين، بعد حوالي 30 سنة على إعداده في المختبر. فقط في 1953 اكتشف كيميائيون أنه بالامكان استعمال البيسفينول أ من أجل انتاج البلاستيك الصلب، وهذا المركب تحول الى مركب شائع في عملية انتاج ادوات الاستهلاك. المشكلة انه في وقت التصنيع لا ينتظم كل البيسفينول أ في سلاسل كيميائية وبقايا المادة معرضة للتسرّب، خاصة حين نسخّن البلاستيك( غسلها في الجلاية الكهربائية، تسخين في الميكروجال، وما شابه) او حين يتم خدشه.  يتواجد البيسفينول اليوم في في سلسلة طويلة من منتجات الاستهلاك الشائعة، مثل أوعية الطعام الخاصة بالميكوجال، أغطية أضواء السيارات، عدسات النظارات، الأقراص المدمجة، وفي التصفيح الداخلي للحاويات المعدنية وغيرها.  لكن الاستعمال الأكثر إشكالية لمادة البيسفينول هو في منتجات الأطفال: القناني، المصاصات، العضاضات، الدمى وغيرها. بالامكان تمييز هذه المادة عبر تعليم الرقم 7 في مثلث يظهر على ظهر المنتج.  في سنة 1998 اكتشفت عالمة الجينات باتريشيا هانت بالصدفة أن البيسفينول أ من الممكن أن يكون خطرا على البشر. في أعقاب جهودها، في العام 1998 قام د. فيدريك فام سال وزملاؤه بإجراء بحث أول في الموضوع، ربط بين التعرض لهذه المركب الكيماوي وانتقاص تعداد الحيوانات المنوية وجودتها. بيسفينول أ هي مادة سامة. وحينما تتواجد في الجسم بإمكانها أن تشكّل بديلاً للهرورمون الأنثوي الاستروجين، والتدخل في عملية البناء الطبيعية الضرورية لجسم صحي، ولنموّ وأداء الانسان.