رغم غياب إحصائيات دقيقة لعدد المصابين بمرض الإيدز في جيبوتي، فإن المؤشرات تؤكد أن هناك عددا كبيرا من الأشخاص يحملون فيروس "أتش أي في" المسبب له، وأن شريحة الشباب -التي تمثل 70% من المجتمع- هي الأكثر عرضة لهذا الوباء. وفي محاولة لمواجهة انتشار هذا الوباء، تقيم وزارة الصحة بين الحين والآخر -بالاشتراك مع الجمعيات المحلية والمنظمات الدولية المعنية بمحاربة الإيدز- ورشا لرفع الوعي في المجتمع بمخاطر المرض المعروف بأنه طاعون العصر، إلى جانب التوعية في وسائل الإعلام.         وقالت منسقة برنامج مكافحة الإيدز في وزارة الصحة آمنة فارح عيلتره للجزيرة نت إن آخر إحصائية أجراها البرنامج -الذي انطلق 1996- تفيد بأن عدد الأشخاص المصابين بالفيروس المسبب للمرض في جيبوتي يقدر بنحو 14 ألفا، أي 2.7% من إجمالي عدد السكان، مؤكدة أن محاربة الإيدز أولوية وطنية. وأوضحت أن البرنامج يجري كافة أنشطته بالتعاون مع المنظمات المعنية، بالإضافة إلى أربع جمعيات للمتعايشين مع الإيدز في جيبوتي، مما يسهل لهم في كثير من الأحيان الوصول للمصابين، وتقديم العلاج لهم في الوقت المناسب، الأمر الذي يحول دون انتقال الوباء إلى آخرين. فحوص مجانية ويعد "مركز يونس توسان" التابع لوزارة الصحة الجهة المكلفة رسميا بمتابعة حالات المتعايشين مع هذا الوباء. ويُعنى المركز منذ 2001 بإجراء الفحوص الطبية الخاصة بالأمراض المنتقلة جنسيا وفي مقدمتها مرض الإيدز. وقال مدير المركز الدكتور محمد عبد الواسع إن من أبرز مهامه إجراء الفحوص مجانا لجميع المواطنين، وللأجانب المقيمين في جيبوتي الراغبين في التأكد من سلامتهم من الإيدز، مع المحافظة على النتائج بسرية تامة في حال كانت إيجابية. وأضاف أن نسبة الإقبال على الفحوص الطبية المجانية في مجمل المراكز الصحية "ضئيلة جدا، ولا ترقى إلى المستوى المطلوب، بسبب الخوف من وصمة العار ونظرة المجتمع في حال ثبتت إصابة المرء بالمرض، مما يحول دون الحصول على أرقام دقيقة لحاملي الفيروس". وأشار عبد الواسع إلى وجود "العديد من المتعايشين مع المرض الذين تمكنوا من تجاوز مرحلة الخوف والقلق المستمر جراء نظرة المجتمع القاسية تجاههم. خصوصا حين تأكدوا أن مرض الإيدز لم يعد يختلف كثيرا عن بقية الأمراض المزمنة كالسكري وضغط الدم، إذا ما تعاطى المريض علاجه بانتظام".