الرياض ـ وكالات
الزنك يعد أحد المعادن الطبيعية الذي لا يمكن تشييده كيميائياً ويحتوي جسم الشخص على ما بين 2-3 جرامات من هذا المعدن الهام والذي يتوزع في جميع أعضاء الجسم . وللزنك أهمية كبيرة قد لا تجدها في أي معدن آخر ، اما أعراض نقص معدن الزنك والكميات القياسية اليومية الموصى لها، فعلى الرغم من أن الزنك ضروري جداً للجسم إلا أنه لا يوجد مخزون احتياطي منه. وعلى الرغم من أن هناك كمية كبيرة من الزنك موجودة في العظام مع العديد من المعادن إلا أن الزنك غير متاح للجسم عند الحاجة إليه. وتظهر أعراض هذا النقص سريعاً إذا استنزف الزنك لأن الجسم يعتمد على استمرار إمدادات الزنك من خارجه نظراً لصغر كمية المخزون المتاح به. ولقد أصبح من المعروف أن النقص الخفيف للزنك يظهر في صورة أعراض مثل عدم قدرة الجسم على الالتئام جيداً وانخفاض حاسة التذوق والسمع وفقدان الشهية واعتلال النظر. قد يؤدي نقص الزنك لفترات طويلة إلى سوء أو وقف النمو، واختلالات عقلية، ونعاس وتغيرات جلدية ويصبح الجسم عرضة للعدوى المتكررة وكذلك له تأثير كبير على وظائف الخصية. ولعل هذا هو السبب في استخدام المحار كمنشط حيث يحتوي على كمية عالية من الزنك. إن الكميات القياسية اليومية للزنك حوالي 15 مجم لكل من الرجال والسيدات . وتشير الدلائل إلى أن معظم الأشخاص لا يحصلون على ما يكفي من الزنك من طعامهم على الرغم من وجود الزنك في الكثير من الأغذية . ففي مناطق كثيرة من الريف ينتشر تناول الحد الأدنى من الزنك نظراً لافتقار التربة لهذا المعدن ( وفي الحقيقة نفس الوقت تم اكتشاف أن كثيراً من حيوانات المزارع لديها نقص في الزنك وتعطى الآن غذاء مضافاً إليه زنك ). وفي دراسة أجريت عام 1979م تم اكتشاف أن متوسط تناول الزنك لدى الإنسان حوالي 8,6 مجم أو أعلى قليلاً من نصف الكمية القياسية. وفي دراسة مسحية أخرى تم اكتشاف أن تناول الزنك لدى الكبار أقل من نصف الكمية القياسية، مما يدل على أن هذه الفئة أكثر عرضة لأعراض نقص الزنك. والملحوظة المهمة هي أن الأشخاص في هذه الدراسة كانوا يعانون من فقدان حاسة التذوق بكثرة. وفي دراسة أخرى أجريت على كبار السن تم اكتشاف أن البقع الحمراء التي تظهر على جلد المسنين بسبب النزيف قد يكون سببها نقص الزنك. وفي الواقع يستخدم الزنك عن طريق الفم أو موضعياً في علاج الكثير من إصابات الجلد التي تشمل : التهاب بصيلات الشعر وحب الشباب والصلع الحلقى (فقدان الشعر المؤقت) وقرح الساق. كذلك التهاب جلد الأطراف المصحوب بإعتلال معوي Acrodermatites entero pathica. بعض الأشخاص ليس لديهم القدرة على امتصاص الزنك أو تمتص أجسامهم الزنك ببطء شديد وبالتالي فهم معرضون لنقص الزنك، وهذه الفئة تشمل: الرضع الذين يعانون من التهاب الجلد السابق ذكره والأشخاص المصابين بأمراض سوء الامتصاص مثل مرضى كرون وأمراض الجوف ومتلازمة الأمعاء القصيرة Short bowel Syndrome كذلك الأشخاص المصابين باعتلال مزمن بالكلى أو فقر الدم المنجلي والتليف الحوصلي وقصور وظائف البنكرياس والأمراض المزمنة الأخرى. وهؤلاء الأشخاص لديهم دلالات واضحة لنقص الزنك تشمل: فقدان الشهية وصعوبة الرؤية الليلية وقصور الوظائف المناعية والعقلية. وفي إحدى الدراسات تم اكتشاف أن المرضى المصابين بمرض كرون لديهم حوالي 60% فقط من المستوى الطبيعي للزنك في الدم . كما أن الكحول والعديد من الأدوية مثل : مدرات البول وحبوب منع الحمل تتداخل مع امتصاص الزنك والتمثيل الغذائي له . إن انخفاض مستوى الزنك المرتبط بتناول حبوب منع الحمل قد يكون نتيجة الهرمونات الموجودة في الدواء نظراً لأن مستوى الزنك ينخفض أيضاً مع الحمل بسبب الهرمونات التي يزيد إفرازها . كذلك فإن استعمال حبوب منع الحمل يؤدي إلى انخفاض مستوى حمض الفوليك، وبالتالي تناول مكملات حمض الفوليك ، ولسوء الحظ وجد أن الجرعات العالية من حمض الفوليك تتسبب في خفض تركيز الزنك في الدم مما يعرض هؤلاء السيدات لخطر نقص الزنك . ولقد رجحت البحوث التي أجريت على استخدام مدرات البول لعلاج ضغط الدم المرتفع أن بعض الآثار الجانبية لهذه الأدوية وغير المعروفة السبب ربما كانت بسبب استنزاف الزنك بغض النظر عن الأدوية ذاتها. فمثلاً العنة (عدم الانتصاب) يبدو أنها مرتبطة بانخفاض معدل الزنك، وارتباط العلاج بمدرات البول بانخفاض مستوى الزنك قد يكون له تأثير هام على المرضى الذين يعانون من نوبات قلبية حيث إن نقص الزنك يؤخر التئام القلب المصاب. قد يؤثر ماء الشرب أيضاً على مستوى الزنك حيث إن زيادة تناول النحاس الناتج عن استخدام مواسير نحاسية يزيد من نقص الزنك. بالإضافة لذلك فهناك بعض الدلائل على أن بيكربونات الكالسيوم الموجودة في ماء الصنبور العسر قد تتداخل مع امتصاص الزنك والاستفادة منه .