كشفت دراسة علمية حديثة، أشرف عليها باحثون من جامعة ولاية كنساس الأمريكية عن معلومات جديدة ومثيرة للغاية، حيث أكد الباحثون أنهم سيتم قريباً طرح أول لحوم هامبورجر مدعمة بالأحماض الدهنية الساحرة "أوميجا-3"، والتى ثبت دورها فى تعزيز صحة الإنسان بشكل كبير ووقايته من العديد من الأمراض. وجاءت هذه النتائج على الموقع الإلكترونى لجامعة ولاية كنساس، وذلك يوم أول أمس الاثنين، وفى الرابع من شهر فبراير الجارى.     وتمكن باحثو جامعة ولاية كنساس من تطوير تقنية جديدة، لإضافة الأحماض الدهنية "أوميجا-3" إلى اللحوم البقرى، والتى ثبت دورها فى تقليل فرص الإصابة بأمراض القلب وخفض مستوى الكولسترول بالدم، وتقليل فرص الإصابة بارتفاع ضغط الدم. وتعرف هذه اللحوم والمدعمة بالأوميجا-3 باسم "GreatO Premium Ground Beef"، وهى متوفرة حالياً بحى مانهاتن، أحد أشهر الأحياء الأمريكية بمدينة نيويورك، والذى تقع فيه أيضاً جامعة ولاية كنساس، والذى طور باحثوه هذه التقنية الجديدة. وأكد الباحثون، أن الهامبورجر الجديد سيكون متوافراً لدى تجار التجزئة لبيع اللحوم بمدينة نيويورك فى منتصف الشهر الحالى على أقصى تقدير، وسيتوافر بمختلف مخازن تجار التجزئة والمطاعم المختلفة على المستوى المحلى الأمريكى، والعديد من دول العالم فى وقت لاحق من هذا العام. وسيضمن هذا البرجر الجديد إمداد الأشخاص بالحمض الدهنى "أوميجا-3"، وبالأخص الأشخاص الذين لا يفضلون تناول الأسماك أو المكملات الغذائية التى تحتوى على هذا الحمض الدهنى، وخصوصاً أن كل قطعة برجر تحتوى على حوالى 200 مجم من الأوميجا-3، وبحسب تصريحات الخبراء فإن الإنسان يحتاج تناول حوالى 1200-1600 مجم من الحمض الدهنى بشكل يومى، والذى يعد من العناصر الغذائية الضرورية، والتى لا يستطيع الجسم تصنيعها. ويكمن ذكاء مصممى هذه التقنية الجيدة فى أنهم سيمدون الإنسان بأحد المغذيات الضرورية والهامة "أوميجا-3"، دون أن نلزم هؤلاء الأشخاص بتغيير عاداتهم الغذائية، وكما أن الهامبورجر من الأطعمة اللذيذة، ويُعد محل إقبال من جميع الناس تقريباً بمختلف أعمارهم، وبالتالى ستأكل الطعام الذى تحبه وتحصل فى الوقت نفسه على القيمة الغذائية العالية، وخصوصاً أن طعم الهامبورجر لن يتغير بحسب تأكيدات القائمين على هذه الأبحاث، وكما لا نستطيع إنكار أن العديد من الأشخاص لا يفضلون تناول مصادر اللحوم من الأسماك. ولمزيد من المعلومات عن الحمض الدهنى "الأوميجا-3"، ننقل لكم التصريحات الهامة للدكتور تانيا إدوارد، مدير مركز الطب التكميلى بكليفلاند كلينيك، والحاصل على درجة الماجستير، والتى سبق أن نشرناها على الموقع الإلكترونى لليوم السابع، حول أهمية كبسولات الأوميجا-3 الساحرة. وأشار إدوارد إلى أن الكثير من الناس قد لا يشعرون سريعاً بنتائج ملموسة على أرض الواقع عند تناول تلك المكملات الغذائية، مؤكداً أن هذا غير صحيح بالمرة، وأنه مازال ينصح مرضاه حتى وقتنا الحالى بتناول مالا يقل عن 600 مجم من المصادر التى تحتوى على الأوميجا-3 بشكل يومى، وبالأخص النوع DHA وليس EPA. وتابع إدوارد، بأن الأوميجا-3 من الأحماض الدهنية الضرورية، وهو ما يعنى أن الجسم لا يصنعها، وبالتالى يجب الحصول عليها من مصادر خارجية، مثل سمك السالمون والسردين والماكريل والتونة، وبما أننا غالبا ما لا نتناول تلك الأطعمة، فيجب أن نحصل عليها من خلال شراء الكبسولات التى تباع بالصيدليات. وأكد إدوارد، أن الدراسة الأخيرة على الأوميجا 3 أثبتت دور الحمض الدهنى فى خفض فرص وفيات مرضى القلب بنسبة 10%، وعلى الرغم من أنها نسبة غير كافية، إلا أنها تبقى مهمة، خصوصاً أنها لا تتسبب فى حدوث أى أضرار على جسم الإنسان، ولكن بسب ظهور العقاقير المنتمية لمجموعة ستاتين، لخفض مستوى الكولسترول والتقليل من فرص تكوين الجلطات وفرص الإصابة بأمراض القلب، وهو ما أدى فى النهاية إلى ضعف مدى استخدام الأوميجا-3 لهذا الغرض. وأضاف إدوارد فى مقال نشر على الموقع الإلكترونى للدكتور أوز، الطبيب والجراح العالمى الشهير مؤخراً، أن هناك عدداً من الأمراض التى تسهم الأوميجا-3 فى تقليل فرص الإصابة بها أو تقوم بعلاجها أو التخفيف من حدتها، وذلك من خلال تجارب ناجحة وبراهين علمية مثبتة، وهى "التهاب المفاصل الروماتويدى وسرطان الثدى، والتهاب القولون التقرحى ومرض التنكس البقعى المرتبط بتقدم العمر والاكتئاب والقلق والشيزوفرينيا، وتدهور الإدراك المرتبط بتقدم العمر".