لندن – العرب اليوم
رجّحت دراسة سويدية أن يكون اللاجئون الذين ينتهي بهم الأمر في أحياء فقيرة على أرض جديدة أكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني.
وحلل الباحثون بيانات أكثر من 61 ألف لاجئ وصلوا إلى السويد من عام 1987 إلى عام 1991 لمعرفة عدد من أصيبوا بداء السكري بعد 20 عاما تقريبا من الاستقرار في مجتمعاتهم الجديدة.
وقال يوستن وايت الباحث في مجال اقتصاديات الصحة بجامعة كاليفورنيا في سان فرنسيسكو والذي قاد الدراسة "تستفيد دراستنا من ظاهرة طبيعية أحدثتها الحكومة السويدية دون قصد عندما نشرت اللاجئين في أنحاء متفرقة من البلاد بشكل عشوائي إلى حد ما للتخفيف عن سوق العمل ومساعدة الوافدين الجدد على الاندماج في المجتمع السويدي بيسر أكبر."
وأضاف وايت في رسالة عبر البريد الإلكتروني "بعد عقدين بات اللاجئون الذين تم تسكينهم في أكثر الأحياء حرمانا معرضين للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة تزيد 15 بالمئة عمن سكنوا أقل الأحياء حرمانا."
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن هناك شخصا واحدا مصابا بالسكري من بين كل تسعة بالغين في العالم وأن هذا المرض سيكون سابع مسبب أساسي للوفاة عام 2030.
ومعظم هؤلاء مصابون بالنوع الثاني من السكري الذي يحدث عندما يعجز الجسم عن الاستفادة من هرمون الإنسولين أو إنتاج كمية منه تكفي لتحويل السكريات إلى طاقة. وكبر السن والبدانة والتوتر بين العوامل التي يمكن أن تقود إلى الإصابة بهذا النوع من السكري.
ولرصد مدى تأثير المجتمعات المحيطة على احتمالات الإصابة بالسكري بين اللاجئين استخدم وايت وزملاؤه في البحث بيانات عن الفقر والبطالة والتعليم والاندراج في برامج الرعاية الاجتماعية لتقسيم الأحياء إلى ثلاث فئات وفقا لمستويات الحرمان العامة.
وتراوحت أعمار اللاجئين المشاركين في الدراسة بين 25 و50 عاما ومعظمهم متزوجون ولديهم أبناء. وكان نصف المشاركين في الدراسة وافدين من إيران أو من دول ناطقة بالعربية من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في حين جاء 10 في المئة من مناطق أخرى من أفريقيا و19 في المئة من أوروبا الشرقية و14 في المئة من أمريكا اللاتينية.
واستقر معظم اللاجئين في مدن أكبر وسكن 47 في المئة منهم في مناطق شديدة الفقر و45 في المئة في مجتمعات متوسطة الفقر.
ولوحظ إصابة حوالي 4500 منهم بالسكري أي 7.4 في المئة من المشاركين في الدراسة.
لكن عندما صنف الباحثون الحالات المصابة بالسكري على أساس مواصفات المكان وجدوا أن 7.9 في المئة أصيبوا بالمرض في أكثر المناطق حرمانا مقارنة مع 5.8 في المئة فقط في أقلها حرمانا.
ولم تتمكن الدراسة من أن تبرهن أن المناطق ذات الظروف السيئة يمكن أن تسبب السكري أو أن تؤكد أن أشكالا معينة من الحرمان مثل الفقر أو سوء التعليم ربما تكون المسؤول الأول عن زيادة خطر الإصابة بهذا المرض.
وقال نايجل أنوين الأستاذ بمركز أبحاث الأمراض المزمنة في جامعة وست إنديز وكاتب مقال مرفق بالدراسة إن الإصابة بالسكري "يمكن أن تتصل بمجموعة من العوامل مثل القدرة الأقل على الحصول على طعام صحي والفرصة الأضعف لممارسة النشاط البدني وربما التوتر النفسي الأكبر وهو عامل قد يزيد بحد ذاته من احتمال الإصابة بالسكري."
وأضاف عبر البريد الإلكتروني "من المعروف جيدا أن من يسكنون الأحياء الأفقر حالا في الدول ذات الدخل المرتفع كما في أمريكا الشمالية وغرب أوروبا يكونون أكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية مزمنة مثل البدانة والنوع الثاني من السكري ويكونون أكثر عرضة للإصابة بالجلطات أو الأزمات القلبية."
ومضى يقول "من المحتمل ببساطة أن يكون غير القادرين على العيش في أحياء أفضل حالا هم الأكثر عرضة لهذه الظروف ربما بسبب التعليم الأضعف والسلوكيات غير الصحية السائدة بصورة أكبر."