الحشيش

في الوقت الذى كشفت فيه العديد من الدراسات الطبية السابقة أن تعاطى الحشيش قد يكون فعالا للحد من حدوث نوبات الصرع، كشفت الأبحاث الطبية الحديثة أن أشكالا قوية واصطناعية من المخدر قد يكون له تأثير معاكس.

فقد توصل الباحثون في جامعة" تسوكوبا" في اليابان، إلي أن مادة "تيترايدروكانابينول" الطبيعية – مادة كيميائية طبيعية لها نفس تأثير الحشيش – ومادة القنب الإصطناعية سببا حدوث نوبات الصرع بين فئران التجارب.

وقالت الدكتورة أولجا ماليشيفسكايا، أستاذ المخ والأعصاب فى جامعة "تسوكوبا" في اليابان، إن النتائج المتوصل إليها – والتي نشرت في مجلة "التقارير العلمية" – ينبغي أن تكون بمثابة "تنبيه عام " إلى الأضرار المحتملة الناجمة عن الجرعات المرتفعة من الحشيش الإصطناعى ، فى حين أن الحشيش لا يزال " الأكثر إستخداما بين المخدرات الغير مشروعة فى الولايات المتحدة ، واصبحت أكثر شرعية فى بعض الولايات الأمريكية لأغراض طبية ، ترفيهية أو كلاهما".

كانت هناك بحوث متزايدة لاستخدام الحشيش – خاصة القنب الذى ينتمى للمخدرات فئة "الكانابيديول"(كبد) – فى علاج المرضى الذين يعانون من الصرع ، على الرغم من استمرار النقاش حول فعاليتها.

وقد توصل الباحثون إلى نتائجهم من خلال تحليل نشاط المخ بين فئران التجارب من الذكور بعد أن تلقوا القنب الإصطناعى .. فقد أعطى الحشيش الإصطناعى بحرعات بلغت 10 ملليجرامات لكل كيلوجرام من وزن فئران التجارب ( أى ما يعادل حوالى 0.8 ملليجرام لكل كيلوجرام فى الإنسان ) ، وتم إعطاء البعض الآخر جرعات من القنب الإصطناعى تقدر 2.5 ملليجرام لكل كيلوجرام (أى ما يعادل حوالى 0.2 ملليجرام لكل كيلوجرام فى الإنسان) .

فقد لجأ الباحثون إلى زرع أقطاب كهربائية و إليكتروميوجرام فى مخ الفئران ( وهى طريقة لرصد وتسجيل النشاط الكهربائى للمخ)، مما سمح لهم بمراقبة أى نشاط كهربائى مرتبط بنشاط نوبات الصرع التى تنجم إستجابة لتعاطى المواد المخدرة .. كما تم رصد حركة وسلوك القوارض من خلال تسجيل الفيديو.

و قد كشفت الدراسة أن الفئران تعرضوا لنوبات صرع بعد فترة قصيرة من تناول كل من الحشيش و القنب الإصطناعى ، حيث استمر نشاط المخ المرتبط بالصرع لمدة 4 ساعات بعد تناول كل المخدرات الإصطناعية ، ليعود نشاط المخ إلى طبيعته فى اليوم التالى .