القاهرة - العرب اليوم
اعتادت كلّ أم على صوت صراخ وألعاب مفروشة على الأرض وبقايا طعام تلطّخ المفروشات، إذ أصبح إطعام الطفل يستغرق الكثير من الجهد والوقت، فالطفل يرفض الطعام ويخرجه من فمه ويصرخ، وهو ما يتسبب في غضب الأم أيضا وعند انتهاء المعركة يكون الطفل أكل مقدارا قليلا من الطعام، فلماذا يكره الطفل الطعام، ولماذا تذهب جهود الأم كلها دون فائدة؟ وكيف نعالج هذه المشكلة؟
عزيزتي الأم توجد عدة أشكال لمشكلة الأكل عند الأطفال، منها أن الطفل لا يرغب في تناول الطعام ويرفض الكثير من الأنواع التي تقدم له ويتناول قدرا قليلا من الطعام، جانب آخر للمشكلة هو أن يكون الطفل بطيئا جدا في تناول الطعام، أي أنه يستغرق وقتا طويلا جدا في مضغ وبلع الطعام، وفي النهاية يكون الطفل قد أكل مقدارا قليلا جدا.
وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى مشكلات تناول الطفل للطعام منها:
1- عندما يرفض الطفل تناول الطعام يصدر عن الوالدين رد فعل يتصف بالغضب والعصبية كالصراخ وإخافة الطفل، وينتج عن ذلك رد فعل آخر من الطفل وهو الغضب وزيادة رفض الطعام.
2- عقاب الطفل وإجباره على تناول الطعام رغم رفضه له من الأسباب المهمة لمشكلة رفض الطفل لتناول الطعام، فالعقاب له آثار سلبية كبيرة على الطفل وأهمها أنها تساعد على كراهية الطفل لتناول الطعام لارتباطه بشيء سلبي مكروه وهو العقاب.
3- من المحاولات التي تقوم بها الأم لمساعدة طفلها على تناول الطعام أن تقدم له المكافات العديدة حتى يقوم بتناول وجبته كاملة، إلا أنه أحيانا لا يكون لهذا الأسلوب نتيجة عند الطفل، وفي حالات أخرى يتسبب هذا الموقف في ارتفاع قيمة المكافآت عند الطفل مع انخفاض قيمة الطعام وأهميته عنده.
4- يرفض الطفل أي تحكم في سلوكه وما يريد أن يفعل، فعندما يجبر الطفل على تناول طعام فإنه يشعر أن هذا الإجبار والطعام وسيلة لسيطرة الوالدين وتحكمهما فيه، وبالتالي يقابل من الطفل بزيادة الرفض والعناد.
5- إن شهية الإنسان لطعام معين هي نتيجة وجود خبرة لدى الإنسان أن هذا الطعام لذيذ وممتع، كذلك الأمر عند الطفل، إلا أنه في بعض الأحيان نتيجة لعدم تفضيل الطفل للطعام وإجباره عليه يفقد الطفل شهيته لتناول هذا الطعام، حتى وإن كان جائعا.
عزيزتي الأم يوجد العديد من الطرق التي تساعدك على إطعام الطفل بشكل أفضل وتخليصه من عدم حبه للطعام، ومنها:
1- من الأمور المهمة التي تساعد طفلك أن يأخذ الطفل وقته في تناول الطعام، فلا يجب أن يشعر الطفل أنه يجب أن يقوم بها بسرعة، وعندما يقوم الطفل باللعب أثناء الطعام والعبث به فإن ذلك من الأمور الطبيعية في السنوات الأولى من عمر الطفل فلا يجوز عقابه عليه.
2- لا يجوز عزيزتي الأم أن تقارني طفلك بغيره من الأطفال حتى ولو كان في نفس سنه، فحب الطعام وتقبله يختلف من طفل لآخر ومن شخص لآخر فهذه المقارنة ظالمة لطفلك.
3- يجب أن يكون تناول الطفل للطعام عملية محببة للطفل حتى يقبل عليه ويتناوله، ولا يجب أن يصاحب تناول الطعام أي ضغط عليه أو انفعال وغضب أو أي عقاب حتى يتناول طعامه، وأيضا لا يجب إجبار الطفل على تناول الطعام إذا كان لا يريد.
4- لا تنتظري عزيزتي الأم أن يقوم الطفل بتناول وجبته كاملة، فقد يمل أو يشبع بسرعة، كما أن تغذية الطفل لا تقاس بكمية الطعام التي يتناولها إنما تقاس بشهية الطفل.
5- يجب أن يشترك الطفل في اختيار الطعام الذي تعده الأم حتى يكون متقبلا له، كما يمكنه الاشتراك أيضا في إعداد الطعام بالقدر الذي يستطيع، كما يجب أن يتاح للطفل الفرصة لتناول طعامه بنفسه مما يشعره بالسعادة والثقة بالنفس.
6- يجب أن يقدم الطعام للطفل بالكميات التي تناسب شهيته وسنه واحتياجاته حتي يقوم الطفل بتناول الطعام وعدم رفضه، ومن وسائل مساعدة الطفل هو تناول الطعام مع آخرين، فذلك يشجعه على تناول الطعام.
7- يمكنك عزيزتي الأم أن تقدمي لطفلك الطعام الذي يرفضه بشكل مختلف، فالطفل الذي لا يحب اللبن يمكن أن يحصل عليه في صورة أخرى مثل الزبادي أو الجبنة أو المهلبية.
8- عزيزتي الأم لا يجب تقديم أكثر من نوع طعام للطفل في الوجبة الواحدة، كما أنه يجب التمهيد للطفل وتعريفه بهذا النوع قبل تقديمه له حتى يتقبله.
9- يجب الابتعاد عن الوجبات التي تأخذ وقتا طويلا في تناولها حتى لا يشعر الطفل بالملل والضيق من الطعام، فإذا لم ينتهِ من تناول وجبته خلال 30 دقيقة وكان لا يرغب أن يكمل، يجب عليك إبعاد الطعام وعدم إجباره عليه.
10- لا يجب عزيزتي الأم أن تركزي على أداب الطعام وطريقة الأكل، فهذا يتم في وقت لاحق بعد اعتياد الطفل على تناول الطعام بسهولة، كما لا يجب أن تلفتي انتباه الطفل إذا كان بطيئا في تناول الطعام إلى ضرورة الانتهاء بسرعة، فكما قلنا يجب أن يأخذ وقته وحتى لا يشعر أن هذا السلوك يضايق الوالدين.
11- لا تتعاملي مع الحلوى كجائزة للطفل عند إنهائه للطعام، بل هي جزء من الوجبة يجب أن يحصل عليها معها، كما يجب أن توضع على المائدة فتحفز الطفل على تناول الطعام ولا يجوز حرمانه منها فهي جزء من الغذاء الذي يحتاجه الطفل.
عزيزتي الأم، كل الخطوات السابقة تساعدك في أن يكون الطعام أمرا محببا للطفل ويرغب فيه، لا أن يرفضه، وعليك أيضا أن تلتزمي بالهدوء تجاه هذه المشكلة فهي بسيطة ويمكن مساعدة الطفل على التخلص منها بسهولة حتى يتمتع بالصحة والسعادة.