بيروت ـ وكالات
كم من المرات نسمع ان ذلك الشخص "موّسوس" الى درجة الهوس ليصبح مريضا" بحد ذاته نتيجة أحاسيس القلق والشكوك والاعتقادات المرتبطة بالتشاؤم والتفاؤل كأن يستغرق ساعات وساعات أو عمل أشياء غير ذات معنى على الإطلاق . انه مرض الوسواس القهري الذي يطال حوالي 2.5% من الاشخاص لترتفع في الذكور بنسبة 25% في سن الطفولة. حيث يعاني حوالي 60 - 90% من المصابين به حالة اكتئاب واحدة على الأقل في أحد مراحل حياتهم. فمرض الوسواس القهري يعتبر مرضا طبيًا مرتبطا" بالدماغ ويسبب مشاكل عدة في معالجة المعلومات التي تصل اليه. فقبل استخدام الأدوية الطبية الحديثة والعلاج النفسي المعرفي، كان يُصنف مرضا" غير قابل للعلاج. واستمر معظم الناس المصابين به يعيشون المعاناة على الرغم من خضوعهم للعلاج النفسي لسنين طويلة. ولكن العلاج الناجح اليوم لهذا المرض يتطلب تغييرات معينة في السلوك وفي بعض الأحيان يتطلب بعض الأدوية النفسية".هذا ما حاول شرحه الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور دوري هاشم يبدأ مرض الوسواس القهري في أي سن بداية من مرحلة ما قبل المدرسة وحتى سن النضج وعادة ما يبدأ في سن الأربعين. ولكن مع طول مدة المرض قد تضعف درجة مقاومته، وقد تترتب على إحساس المريض بسيطرة هذه الوساوس وقوتها القهرية مشاكلُ اجتماعية والآم نفسية وعقلية. (قبل سن 15 سنة) ثم يتساوى الذكور والإناث بعد ذلك. ويظهر المرض بين سن 20 ـ 40 سنة، ويستمر من شهور إلى خمس سنوات قبل الذهاب إلى الطبيب النفسي، حيث أن معظم المرضى يعتبرون استشارة الطبيب دليل ضعف منهم. هذا ما حاول شرحه الدكتور هاشم وتابع:" لكن للأسف لا يتم تشخيص حالة الوسواس القهري في وقت مبكر كي نحد من تداعيات اعراضه . لان بعض مدارس العلاج السلوكي تعتقد أن هذا المرض يسبب الاكتئاب بينما يعتقد آخرون أنه يتزامن مع الاكتئاب ولهذا تعتبر الأدوية الأكثر فعالية في علاجه الذي من المتوقع ان تزيد من انخفاض قوة الأعراض بحوالي من 40% إلى 95% لعلاج يستمرمن 6 إلى 12 أسبوعا لإظهار التأثير العلاجى الفعال."اما عن الاسباب فهي متعددة منها الوراثة، فحوالي30% من أقارب المريض يكون لديهم نفس الاضطراب التي تؤدي للإصابة بالوسواس او وجود بؤرة كهربائية نشطة في لحاء المخ القهري.وهنا ابرز ما توقف عنده الدكتور هاشم:" بان الهوس قد يطال جنون السرقة والحرائق والكحول وجنون الجنس و لعب القمار. او طبيعة الشخصية، أي الشخصية الوسواسية التي تتصف بالصلابة وعدم المرونة وصعوبة التكيف والتأقلم للظواهر المختلفة.وقد تبين أن الشخصية الوسواسية لا تظهر إلا بعد 20 ـ 25 سنة من حالات الوسواس القهري.ـ المشاكل الاجتماعية، فالوسواس القهري له علاقة بالقلق الشديد أو الاكتئاب." اهم ما في الامر انه على المريض الصبر والتأني في استمراره على العلاج وان ألا يتنقل من طبيب إلى آخر لان اخر المعلومات تفيد بأن حوالي ثلث أو نصف المرضى يشعرون بتحسن في غضون خمس سنوات في حال اتباع الارشادات الصحية اللازمة . اذ يشمل العلاج النفسي والبيئي والاجتماعي و السلوكي ايضا" وهنا تجدر الاشارة الى ان الوسواس القهري قد يتحول إلى مرض شبيه بالفصام ويمكن اللجوء الى اساليب التحفيز الدماغي فرض نفسه كمسار مهما" للأبحاث، على اساس النماذج البيولوجية العصبية لاضطرابات الوسواس القهري، وذلك بفضل التقنيات الوظيفية لتصوير الأعصاب وبفضل النماذج الحيوانية .الجدير ذكره ان هذا المرض لا يرحم العجزة، على حد قول الدكتور هاشم الذي قال:" ان القلق هو الاضطراب العقلي الاكثر شيوعا لدى كبار السن ويعانيه 17 في المئة من الشعب اللبناني و10,8 في المئة ممن هم فوق الستين عاما. واشار الى أن "إمكان وجود أوجه شبه كما أوجه اختلاف بين القلق لدى من هم فوق الستين ولدى من هم اصغر سنا.