برلين - العرب اليوم
إذا كنت من هواة تصفح هاتفك قبل النوم، فعليك بالتوقف فورًا، فأنت بذلك تخدع مخك ولا يستطيع التفريق بين النهار والليل!! هذا ما أكدته دراسة بريطانية كشفت عن مخاطر جديدة لاستخدام الهاتف المحمول ليلًا، فماذا قالت الدراسة؟
ووفقًا لـ"دويتشة فيلله" الألماني، كشفت دراسة حديثة في جامعة غلاسكو البريطانية، أن الأشخاص الذين يفشلون في اتباع الساعة البيولوجية الطبيعية معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بالاكتئاب، وفق ما ذكرته صحيفة "إندبيندنت" البريطانية.
ووفق الدراسة، التي نشرت في مجلة "لانسيت سايكاتري" الطبية، فإن تصفح مواقع التواصل الاجتماعي والتحدث مع الأصدقاء على السرير أثناء محاولة النوم ليلًا، ربما يزيد من احتمالية الإصابة بعدد من المشكلات النفسية مثل الاكتئاب والاضطرابات العصبية، وأوضح أستاذ الطب النفسي في جامعة غلاسكو، دانييل سميث، أن "الجسم الطبيعي يجب أن يكون نشطًا أثناء النهار وخاملًا أثناء الليل وليس العكس". مؤكدًا أن الدراسة تثبت وجود ارتباط قوي بين اضطراب الساعة البيولوجية وسوء الحالة النفسية والمزاجية لمن يستخدمون الهواتف المحمولة ليلًا. وحث سميث، رئيس فريق البحث، على إغلاق الهواتف المحمولة في العاشرة مساء لأن "الأضواء المنبعثة منها تبلغ المخ أن ساعات النهار لا تزال ممتدة".
ووجدت الدراسة التي أجريت على 91 ألف شخص أن استخدام الهاتف المحمول في أوقات متأخرة من الليل يعد من السلوكيات المدمرة التي تؤثر على ساعة الجسم البيولوجية، حسب مجلة "ذا صن" البريطانية، وكانت أبحاث سابقة قد أشارت إلى الآثار السلبية لاضطراب ساعة الجسم البيولوجية نتيجة العمل ليلًا. وتعد الدراسة الجديدة التي أجراها علماء من جامعة غلاسكو، الأولى التي تهتم باضطراب ساعة الجسم على نطاق واسع.
وفي أثناء الدراسة، خضعت معدلات نشاط المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 37 و73 عامًا، إلى المراقبة باستخدام "مقاييس" ارتداها المشاركون لمدة 7 أيام. ومكنت هذه الطريقة الباحثين من تحديد مدى اضطراب الساعة البيولوجية خلال هذه الفترة.
وتوصل الباحثون إلى أن شخصًا من أصل 25 شخصًا كانت لديه عادات مختلفة متعلقة بالنشاط، حيث يميل إلى أن يكون أكثر نشاطًا وحيوية أثناء الليل. وكان هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة إلى الإصابة بالاضطرابات المزاجية الشديدة بنسبة 11%، والاكتئاب بنسبة 6%، فضلًا عن شعورهم بمستويات سعادة أقل ووحدة أكثر.
وقال سميث إن هؤلاء المشاركين عانوا من نوم سيء جدًا، بسبب الأنشطة اليلية التي مارسوها قبل النوم مثل تصفح المواقع الإلكترونية واستخدام الهاتف في اللعب أو تناول الشاي قبل النوم، مضيفًا أن الأرقام ربما تكون قليلة، لكن هذا لا يعني أنها ليست ذات أهمية.