الرضيع أمجد

وسط جبال مدينة شفشاون العالية تجلس عائلة الرضيع أمجد، تحتمي بالدعوات في انتظار فرج ينهي مأساة ابنها، الذي لم يتجاوز عمره الأربعة أشهر، والذي كان ضحية إهمال طبي، قلب حياة أسرته، وأفقده نور عينيه، قبل أن يكشفت فتحهما. وهناء، ابنة عمة الرضيع أمجد، أن ابن خالها كان عاديا عند ولادته، بعد ذلك اكتشفت الأسرة تغيرا في حجم الرأس، ما دفعها إلى الكشف عنه في المستشفى الإقليمي محمد الخامس في مدينة شفشاون، حيث حُول الطفل بشكل مستعجل إلى مستشفى سانية الرمل في مدينة تطوان، من أجل الكشف عنه، قصد العلاج.

وأضافت المتحدثة ذاتها أن التشخيص الأولي كشف أن الرضيع يعاني مرض “الأدروستيفالي”، وهو عبارة عن تجمع الماء في جمجمة الرأس، ويؤثر على المخ، والعينين، ما يتطلب خضوعه لعملية جراحية مستعجلة، لكن الطبيب الرئيسي في المستشفى في تطوان أخبر العائلة أن "الرضيع لا علاج له، وعليهم نقله إلى المنزل، والاعتناء به، في انتظار القدرة الإلهية".


 
أيام بعد ذلك، تجددت رحلة العائلة من مدينة شفشاون في اتجاه مدينة تطوان، بعد أن بدأ حجم رأس الرضيع يتضاعف يوما بعد الآخر، فطُلب منهم، حسب تصريح قريبة أمجد، إجراء تحاليل طبية، وأشعة، و"شبكة الرأس"، ما بلغت قيمته 3500 درهم، لغرض إجراء عملية جراحية مستعجلة لإنقاذ حياة الرضيع. وكشفت المتحدثة نفسها أن الطبيب في مستشفى تطوان رفض إجراء العملية الجراحية للرضيع إلى حين إجرائها في يوم تجتمع فيه ثلاث، أو أربع حالات مماثلة، وإجراء كل العمليات في يوم واحد، الأمر الذي سيتسبب في مضاعفات خطيرة للطفل، حسب تصريح قريبته.