القاهرة ـ وكالات
يعتبر اليوم الأول فى مسيرة الإنسان للإقلاع عن التدخين يوماً محورياً للغاية وبالغ الأهمية، وقد يؤدى تراخى الإنسان أو عدم التحضير الجيد لهذا اليوم إلى فشل الاستراتيجية بأكملها، وتمكن المشكلة الأكبر فى أنك لا تتصور أن الآثار الناجمة عن هجر السيجارة فى اليوم الأول بالصعوبة التى كان يحدثك عنها أصدقاؤك الذين نجحوا فى الإقلاع عن تلك العادة الضارة بشكل تام، بالإضافة إلى أنك تظن أن كل شىء تحت السيطرة وهو ما قد يمثل صدمة للكثيرين ما لم يسير اليوم الأول بالهدوء الذى كانوا يتوقعونه، ولذلك فاحرص على تهيئة نفسك بشكل جيد لهذا اليوم. الشعور بالقلق بدا يساورك لقد انتهيت تواً من تدخين آخر سيجارة كانت بحوزتك وما زلت تشعر بأن الأمور تسير على ما يرام، وتبدأ أن تتحدث مع نفسك، بأن الإقلاع عن التدخين غير صعب على الإطلاق كما كنت تسمع من تجارب أصدقائك السابقة، ولكن ما تلبث إلا أن يراودك بعض الشعور بالقلق بمجرد الانتهاء من تناول طعام الغذاء أو العشاء، وتدرك الحقيقة الغائبة وهى أنك لن تتمكن من الاستمتاع بتدخين سيجارة جديدة مرة أخرى، ويتزامن هذا مع شعورك بالضيق نتيجة افتقادك للشعور المميز بالاسترخاء، والذى كنت معتاداً عليه وكان يلازمك أثناء تدخين السيجارة، لتبدأ أول أعراض انسحاب النيكوتين من الجسم فى الظهور وتظهر الرغبة الجارفة فى التدخين، ولكن بدرجة متوسطة، حيث لم يسحب بشكل كامل من الجسم، لذا يجب عليك أن تتماسك كثيرا وتتمالك نفسك. مرحلة الصمود على الرغم من وجود تركيزات لا بأس بها من النيكوتين بجسمك إلا أن اعتيادك على تناول العديد من السجائر فى اليوم يجعلك تشعر بأعراض انسحاب النيكوتين من جسمك، وتصبح عصبى وتسهل استثارتك من أقل مؤثر ولو بسيط، وهو ما يوصى بضرورة الصمود والقيام بممارسة أى عمل آخر لإلهاء الجسم عن الرغبة الجارفة للتدخين، لذا قم فورا بالتنزه والمشى إلى أحد الأماكن المفتوحة واستنشق الهواء النقى والنظيف، مع مضغ بعض العلك أو شرب فنجان من القهوة. مرحلة "جنى الثمار" تبدأ مستويات النيكوتين فى اليوم الأول من الإقلاع عن التدخين بالانخفاض، وكذلك يقل تركيز بعض المواد المسرطنة مثل القطران بشكل تدريجى من الدم، وستشعر بهذه التحسينات الصحية عقب أسبوع تقريباً وليس بمجرد هجرك لتلك العاد الضارة، لذا فعيك بالصمود وتؤمن بأنك بدأت حصد ما بذلته من مجهود كبير. وإليكم عدد من النصائح الهامة فى اليوم الأول للإقلاع عن التدخين والتى ستدعمكم وتوفر لكم الزاد خلال هذه الرحلة التى تحفها بالمخاطر: 1. ضع خطة شاملة لكى تحارب الرغبة الجارفة فى التدخين مع وضع بعض التصورات والحلول لأول يوم خال من التدخين؛ كى يمر بسلام تام، وكما يمكنك استخدام بدائل النيكوتين مثل العلك أو أن تخضع لبعض تقنيات تغيير السلوك بواسطة الجهات المختصة لكى تسيطر على هذه العادة والرغبة الجارفة فى التدخين، وكما يمكنك الاستعانة ببعض المواقع التى تساعد فى الإقلاع عن التدخين مثل " BecomeAnEx.org". 2. استخدم المنتجات الصيدلية المصممة خصيصاً للإقلاع عن التدخين والتى تحتوى على بدائل النيكوتين مثل الباتشات وأقراص الاستحلاب والعلك وأجهزة الاستنشاق وبخاخات الأنف، كما يوجد اثنين من العقاقير الشهيرة للإقلاع عن التدخين، والتى تستخدم تحت إشراف الطبيب، مثل "bupropion " و"varenicline "، وتعتبر العلكة المحتوية على بدائل النيكوتين هى الحل الأمثل لهؤلاء الأشخاص الذين لا يرغبون فى استخدام الأدوية. 3. ابتعد عن المسببات والمثيرات التى تقودك للتدخين مثل الجلوس فى الأماكن التى اعتدت فيها على ممارسة التدخين، بل وابتعد مؤقتاً عن الأشخاص الذين كنت تدخن بصحبتهم، وكما يمكنك زيارة الأماكن العامة التى تحظر التدخين وقضاء وقت كبير بها مثل المتاحف والمكتبات العامة والمولات. 4. من الأشياء الضرورية البحث عن أحد الأشخاص القريبة والملازمة لك كى يدعمك ويساندك فى رحلتك نحو الإقلاع عن التدخين، وكما يمكنك مصاحبة الأشخاص الذين يخضعون لنفس تجربتك ويحاربون لهجر تلك العادة الضارة، وابتعد عن الأشخاص المحبطين ومثبطى العزائم، وكما يمكنك الاتصال بأحد الخطوط الساخنة المخصصة للمدخنين كى يقدموا لك الدعم اللازم والذى يفيدك كثيراً. وكما نقدم لكم نصائح الجهات الصحية الرسمية، حيث قدمت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA" أربعة نصائح غالية لمحاربة الرغبة الجارفة فى معاودة التدخين مرة أخرى والتى تنتاب مدخنى السجائر عقب الإقلاع عن تلك العادة الضارة، ولتشجيعهم على مواصلة ذاك الإنجاز، وذلك من خلال تقرير نشر مؤخراً على موقعها الإلكترونى، وسبق أن نشرها الموقع الإلكترونى لـ"اليوم السابع"، لافتة إلى أن الأسابيع القليلة التى تعقب الإقلاع عن تدخين السجائر هى الأخطر والأصعب على الإطلاق فى مسيرة الشخص المدخن، وإليكم أهم تلك الوسائل: 1. التعرف على الأشياء والأماكن والمواقف التى تحفزك للقيام بالتدخين وذلك لأن تعرفك عليها جيداً سيساعدك كثيراً على بذل أقصى جهدك لتجنبها، وكما يمكنك تناول كوب من عصير الفاكهة الطازج أو القيام بالمشى واتخاذ طريق جديد عند ذهابك للعمل بدلاً من ذلك الذى كنت معتاداً على التدخين فيه، ولا تنسى أن تطلب الدعم من أصدقائك والأشخاص المقربين منك. 2. حارب الشعور بنوبات الرغبة الجارفة واللهفة لتدخين السجائر بكل الوسائل الممكنة حتى تقلل من حدتها ووقعها عليك، وإليك بعض الوسائل المعينة على ذلك: أ. قم بإمساك أى شىء فى يدك وبين أصابعك لتعويض الإحساس السابق الذى افتقدته بترك السيجارة، مثل المسواك أو بعضاً من بذور عباد الشمس أو الكرفس أو علكة خالية من السكر. ب. حاول الاسترخاء والتنفس بعمق والتفكير فى شىء ما يبعث عليك الإحساس بالسلام. ج. حاول تغيير المشهد الذى تجلس فيه عند معاودة تلك النوبات، فمثلاً اذهب إلى داخل البيت أو خارجه أو أى غرفة لتشتيت نفسك وتخليصها من تأثير ذلك الشعور الجارف. د. ذكّر نفسك دائما بالجهد الذى بذلته للاقلاع عن التدخين وفكر جيداً فى الأسباب التى دعتك لهجر السيجارة. 3. فكر بإيجابية ولا تجعل الإحباط يتسرب وينساب إلى قلبك، فعلى الرغم من صعوبة الأمر إلا أنك قادر على هجر تلك العادة الضارة، وإذا أخطأت يوماً ما وقمت بتناول سيجارة تحت تأثير الرغبة الجارفة واللهفة للتدخين، فلا تيأس وعاود مقاطعتها مرة أخرى، وتذكر دائماً أن أكثر من نصف الأشخاص المدخنين البالغين نجحوا فى الإقلاع عن تلك العادة الضارة. 4. كافئ نفسك وفكر جيداً فى حجم الأموال التى تستطيع توفيرها إذا أقلعت عن التدخين، والتى قد تصل إلى 2000 دولار بالنسبة للأشخاص الذين يدخنون علبة كاملة من السجائر باليوم الواحد، وهى كافية جداً لقضاء عطلة سعيدة فى أحد أرقى الأماكن وأجملها أو أن تدخرها لتكون مقدم قسط لشراء سيارة جديدة.