واشنطن - العرب اليوم
جاء فى بحث قدم لمؤتمر طبى هام، أن الأطفال الذين يعالجون من السرطان يواجهون مخاطر متزايدة للإصابة بأمراض القلب، ويجب اتخاذ إجراءات بعد تلقيهم العلاج لتقليل مخاطر إصابتهم بمشاكل خطيرة فى وقت لاحق من حياتهم. وزاد معدل النجاة من سرطان الأطفال من 58 فى المائة فى الفترة من عام 1975 إلى عام 1977 إلى 83 فى المائة فى الفترة من عام 2003 إلى عام 2009. وبينما أظهرت الأبحاث السابقة أن الناجين من سرطان الأطفال يواجهون مخاطر الإصابة بمرض القلب ومشاكل صحية خطيرة أخرى بعد العلاج وجدت دراسة جديدة أن العلاج الكيماوى يسبب وفيات نتيجة للتأثير على صحة الشرايين فى سن الطفولة، مما يتركهم عرضة للإصابة بتصلب الشرايين قبل الأوان والإصابة بمرض القلب. وقال دونالد دينجيل رئيس فريق الدراسة التى قدمت أمس الأحد فى المؤتمر العلمى لجمعية القلب الأمريكية "قد نحتاج إلى بداية مبكرة فى مراقبة هؤلاء الأطفال". وقال دينجيل وهو أستاذ بجامعة مينيسوتا "الذين يقدمون الرعاية الصحية ويوجهون الناجين من الإصابة بسرطان الأطفال الذين تلقوا العلاج الكيماوى بحاجة إلى مراقبة عوامل مخاطر الإصابة بالقلب ومشاكل الأوعية الدموية فور استكمال علاج السرطان". واستخدم الباحثون قياسات الشرايين السباتية والعضدية لاختبار تصلب الشرايين وسمكها وأداء وظيفتها فى تجربة شملت 319 أمريكيا تراوحت أعمارهم بين تسع سنوات و18 عاما نجوا من الإصابة بسرطان الدم أو أنواع أخرى وقارنوا النتائج مع قياسات 208 أشخاص من أقارب لم تشخص حالتهم على أنها إصابة بالسرطان. ووجد الباحثون أن مؤشرات الإصابة المبكرة بمرض القلب التى أظهرها تراجع فى أداء عمل الشرايين كان سائدا بدرجة أكبر بين أولئك الأطفال وصغار السن الذين تقل أعمارهم عن 20 عاما الذين نجوا من السرطان. والناجون من سرطان الدم أظهروا تراجعا بنسبة تسعة فى المائة فى صحة الشرايين بعد استكمال العلاج الكيماوى مقارنة مع المجموعة غير المصابة بالسرطان. وقال دينجيل "فى ضوء المخاطر المتزايدة يجب على الأطفال الذى نجوا من السرطان إدخال تعديلات على نمط حياتهم لخفض مخاطر الإصابة بمشاكل فى القلب والأوعية الدموية". وتشمل هذه التعديلات اتباع نظام غذائى يكون صحيا للقلب والقيام بتدريبات منتظمة. لكن هناك حاجة لإجراء مزيد من الدراسات لتقييم ما إذا كانت صحة الأوعية الدموية يمكن تحسينها بإدخال تعديلات على نمط حياة هؤلاء الناجين مثلما تبين فى دراسات البدانة فى مرحلة الطفولة. وقال دينجيل إن الأضرار التى حدثت نتيجة للعلاج الكيماوى قد لا يمكن علاجها.