مرض المناعة

لا يكترث "أحمد" لمرض المناعة المكتسب الذي يحمله، بقدر القلق الكبير الذي يراوده جراء اتهام كثيرين له بالفساد الأخلاقي والذي أدى إلى إصابته بالإيدز بحسب اعتقادهم. ورغم أن مرض "أحمد" نتج من إصابته بجرح نقل له الجرثومة، حسب رأي الأطباء، إلا أن الجميع ينظر إليه نظرة احتقار معتبرين ما أصابه عقابا إلهيا جراء أفعاله المخالفة للدين.

وبسبب نبذ المجتمع له، اضطرّ "احمد" المصاب بالايدز إلى ملازمة منزله في مدينة النجف منذ عام 2005 وعدم الخروج منه لأي سبب، رغم التدهور المستمر في صحته وعدم قدرته على الذهاب إلى الطبيب. ويعيد ما حدث لأحمد إلى الأذهان الكثير من الحوادث التي قتل فيها مرضى الإيدز في الأعوام بين 2003 إلى 2007 ، بسبب النظرة الخاطئة لحاملي المرض واعتبارهم فاسدين وخارجين على الشرع والدين والأخلاق، فقد أطلق الرصاص على الكثير منهم.

*الايدز يضرب بغداد من جديد
كشف مدير صحة الكرخ في بغداد چاسب الحچامي، عن رصد 15 حالة إصابة أخيرا بمرض نقص المناعة المكتسبة "محذرا" من سرعة انتشاره . وقال الحچامي في بيان صحافي أن "مديرية صحة الكرخ رصدت أخيرا 15 إصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" وهذا العدد يمثل أضعاف ما تم رصده في السنوات السابقة، وهو لا يمثل إلا جزءا بسيطا من العدد الفعلي لكون البعض حامل لفايروس المرض لكن الأعراض لم تظهر عليه بعد، والبعض الآخر قد تكون بعض الأعراض ظهرت عليه لكنه لم يشخص بعد".

 وأوضح الحچامي أن "حاملي فايروس نقص المناعة المكتسبة يعتبرون بؤر لنشر المرض عن طريق عوائلهم أو عن طريق بعض الممارسات الطبية أو الحلاقين أو الوشم أو الملاهي وغيرها". وأضاف أن "السبب الرئيس وراء انتشار هذا المرض الخطير هو الانفتاح على البلدان الأخرى وكثرة أعداد الشباب غير الواعين الذين يسافرون لغرض السياحة والممارسات التي تجرى هناك بعيداً عن الدين والأعراف والأخلاق، بالإضافة إلى انتشار حانات الوشم والملاهي والمساج بشكل مُلفت للانتباه، وهذه كلها عوامل تنشر المرض بشكل سريع إضافة لبعض الممارسات الطبية والصحية التي تجرى بصورة غير علمية وهناك أسباب كثيرة لا مجال للدخول في تفاصيلها".

وأشار الحچامي إلى أن "هذا المرض بدأ يتناقص في الدول التي ظهر فيها بينما نجده يزداد بصورة متسارعة في العراق بعد أن كان نادراً جداً، وإذا لم تتخذ الإجراءات المستعجلة والصحيحة للحد منه فسوف نصل إلى مرحلة يكون فيها من الصعب السيطرة عليه وينتشر للناس الأبرياء". ودعا رجال الدين ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية المعنية إلى "التدخل بشكل سريع لوضع الحلول المناسبة والسيطرة على المرض قبل فوات الأوان".

وفي غضون ذلك كشف مصدر مطلع، عن تكتم "متعمد" من قبل الكوادر الطبية والجهات الرسمية في وزارة الصحة عن الأعداد الحقيقية للمصابين بمرض الإيدز، مشيرا إلى أن ما يتم نشره في وسائل الاعلام إلا القليل. وكان مستشار وزير الداخلية وهاب الطائي، قد كشف بوقت سابق عن تسجيل 3 حالات إصابة بمرض الإيدز لعاملات في مراكز المساج غير المرخصة في بغداد. وقال معلقا على انتشار ظاهرة الملاهي والبارات ومراكز المساج بكثرة في منطقة الكرادة وسط بغداد "لدينا لجنة مشتركة مع المجلس المحلي والبلدي في الكرادة ومحافظة بغداد ونعمل على الحد من هذه الظاهرة ولن نسمح بانتشارها بين المنازل".