واشنطن ـ وكالات
يتم استخدام النباتات الطبية منذ قديم الأزل، ولكن هناك معتقدات خاطئة فى مجتمعاتنا العربية خاصة بها، منها أنها آمنة تماماَ، وليس لها أى أثار جانبية، وهذه الفكرة المسيطرة على مجتمعنا عارية تماما من الصحة. يقول الدكتور خالد مصيلحى أستاذ العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية الأمان المطلق غير موجود فى أى دواء، ووجود هذه الفكرة فى عقول مجتمعاتنا جعلتنا فريسة لمروجى الأعشاب غير المتخصصين والباحثين عن الربح السريع بدون الإشارة لخطورة الاستخدام الخاطئ لهذه الأعشاب. فالأعشاب الطبية آمنة فقط عند تناولها تحت أشراف متخصصين فى مجال الطب والصيدلة فهم وحدهم قادرين على تحديد الجرعة العلاجية والاحتياطات الواجب اتباعها عند التداوى بالأعشاب، فقبل استخدام الأعشاب علينا طرح الأسئلة التالية للحد من خطورة الاستخدام الخاطئ. - لابد من معرفة مصدر هذه الأعشاب وطرق زراعتها وهل بها بقايا مبيدات حشرية أو مواد مشعة أوغيرها من الكيماويات التى تستخدم أثناء الزراعة، وهل نسب وتركيز هذه المواد فى الحدود الأمنة التى حددتها منظمة الصحة العالمية أم لا. - هل تم تجفيف هذ النباتات وتخزينها بطريقة تتوافر بها الشروط الصحية، حيث أن سوء تخزين وتجفيف النباتات الطبية يجعلها معرضة لنمو الميكروبات والفطريات عليها وهذه الكائنات تفرز مواد شديدة السمية مثل (aflatoxin) التى لها تأثير مدمر على خلايا الجسم والكبد. - هل تم عمل الدراسات اللازمة على هذه الأعشاب والتى حددتها منظمة الصحة العالمية قبل طرحها فى الأسواق من تجارب على حيوانات تجارب ودراسات سريرية على متطوعين، للتأكد من كفاءتها والتأكد من أمانها وتحديد الجرعة العلاجية والجرعة السامة. - هل تم أخذ الاحتياطات الواجبة لمنع حدوث تفاعل بين الأعشاب والأدوية التقليدية التى يأخذها الفرد فعلى سبيل المثال وليس الحصر الثوم والجنزبيل والجنكو المستخدم فى علاج الزهايمر قد يسببون نزيفا إذا تم أخذها بجرعات كبيرة مع الأدوية التى تمنع التجلط مثل الأسبرين و(Anticoagulant drugs). - هل تم أخذ الاحتياطات اللازمة لتفادى تفاعل الأعشاب مع بعض الأغذية مثل تفاعل مادة التيرامين الموجودة فى بعض أنواع الجبن، خاصة القديمة منها مع بعض الأعشاب المعالجة للاكتئاب مما تسبب فى ارتفاع شديد فى ضغط الدم. - هل تم تعديل الجرعة لبعض الحالات الخاصة مثل الأطفال وكبار السن والحوامل واثناء الرضاعة فمثلاً شرب كميات كبيرة من القرفة والجنزبيل وبعض الأعشاب الملينة مثل السنامكى والراوند يزيد من انقباضات الرحم مما قد يؤدى إلى الإجهاض للمرأة الحامل وبعض الأعشاب، يتم إفرازها فى لبن الأم مما قد يضر الطفل الرضيع. -هل تم تحضير العشب بالطريقة الملائمة للمواد الفعالة بالعشب فبعض المواد الفعالة تتأثر تأثيرا بالغا بدرجة الحرارة العالية مثل الزيوت الطيارة الموجود فى النعناع والينسون وغيرهم من النباتات العطرية، لذلك يجب تجنب غليها فى الماء حتى لا تتحلل المادة الفعالة وتفقد فعاليتها ونكتفى بصب الماء الساخن عليها دون غليها أو نقعها فى الماء الدافئ. والمخاطر السابق ذكرها ليست إلا مجرد أمثلة للاستخدام الخاطئ للأعشاب الطبية فعلينا جميعا قبل استخدام أى عشب استشارة الطبيب أو الصيدلى أو المتخصصين فى هذا المجال لمعرفة مصدرها والجرعة اللازمة وهل تتفاعل مع أى دواء آخر أم لا، وبهذه الطريقة نستفيد استفادة كاملة من هذه الأعشاب فبالرغم من كفاءة الأعشاب والنباتات الطبية عل مستوى العالم ولكن لازالت الأعشاب تئن فى مجتمعاتنا من مروجيها من المشعوذين وغير المتخصصين وبذلك يحولوا هذه العلاجات الفعالة والناجحة إلى سلاح ويدمر الجسم من أجل الربح السريع.