فرط الحركة وتشتت الانتباه، هو مرض يتعلق بعدم قدرة الطفل على التكيف مع المجتمع؛ وعدم السيطرة على السلوك من الناحية المعرفية؛ ومن ثم يعانى الطفل المصاب بهذا المرض من مشكلات نفسية وسلوكية تتمثل فى صورة انحراف أخلاقى؛ بالإضافة لمشكلات صعوبات التعلم. أولا: أسباب المرض وواقع الأمر أن هناك ثلة من الأسباب التى قد تساهم فى حدوث هذا المرض، وهى أسباب تتعلق بعامل الوراثة الذى يمثل وحده 80% من الأسباب. إضافة إلى ذلك هناك أسباب تتصل بالأم والطفل على السواء، يمكن إجمالها فيما يلى: 1- قيام الأم الحامل بالتدخين أو تعاطها للكحوليات. 2- إصابة الأم بأمراض فيروسية فى الشهور الثلاثة الأولى للحمل. 3- إصابة الأم بالغدة الدرقية أو بالأنيميا. 4- الطفل المبتسر (أقل من 1500 جرام). 5- تعرض الطفل لإصابات فى الرأس (خاصة فى أول عامين من عمره). 6- إصابة الطفل بأحد الأمراض الفيروسية فى أول عامين من عمره مثل (الحمى الشوكية، والتهاب المخ، والتهاب الأذن الوسطى). 7- سوء تغذية الطفل الذى ينتج عنه نقص فى عنصرى الحديد والزنك والأحماض الدهنية، بالإضافة لاتباع عادات سيئة متمثلة فى تناول الأغذية التى تشتمل على الألوان الصناعية والمواد الحافظة ومكسبات الطعم. 7- التعرض لملوثات البيئة مثل زيادة نسبة الرصاص. ثانياً: أعراض المرض ربما يعانى الطفل فى الشهور الأولى من مولده من فرط حركة، وقلة عدد ساعات النوم. وقد يعانى بعد ذلك من تأخر لغوى وتأخر فى قدراته المعرفية. وعادة ما تبدأ الشكوى من الطفل المريض عند مرحلة دخول المدرسة حيث يظهر مرضه أمام الغير بوضوح أكثر، متمثلا ذلك فى فرط الحركة وتشتيت الانتباه، وربما الإصابة بالجروح والسحجات والكدمات نتيجة تكرار سقوطه أثناء الجرى أو السير بسبب عدم انتباهه، أو بسبب العنف الذى قد يمارس عليه نتيجة لفرط حركته أو عدم إطاعة بعض الأشخاص الذين لديهم السلطة عليه مثل المدرس أو الأب أو الأم. وبشكل عام، تكون الشكوى الرئيسية فى المرحلة الأولى من التعليم هى صعوبات التعلم التى تكون بسبب عدم التركيز والنسيان وتشتت الانتباه. وفى نهاية المرحلة الابتدائية من التعليم تكون الشكوى الأساسية هى عدم التحصيل الدراسى والهروب من المدرسة، أو من الحصص الدراسية. وإذا ما تم إهمال هذا الطفل وعدم علاجه وتقويم سلوكه، قد نفاجأ بظهور سلوكيات أكثر خطورة فى مرحلة المراهقة مثل السرقة والكذب والسلوك العدوانى.