كشفت دراسة طبية حديثة على العيون عن أن 60٪ من المصريين يعانون من جفاف العين. يقول الدكتور أحمد حتحوت، أخصائي طب وجراحة العيون، تتعدد الأسباب وراء هذا المرض، وجفاف العين عبارة عن قلة في افراز الدموع التي تتلخص وظيفتها في الحفاظ على شفافية القرنية، والقضاء على الميكروبات التي تصيب الطبقة السطحية من القرنية وتختلف درجات جفاف العين من مريض لآخر فهناك الدرجة الأقل وهى قلة بسيطة في افراز الدموع أما الدرجة الأكثر فهى عدم وجود دموع بالعين أساساً وهى الأكثر خطورة على الإطلاق، وتكون أعراض جفاف العين مثل الشعور بالحرقان والحرقة في العين بدرجة تختلف حسب درجة الجفاف ونسبة افراز الدموع، وكلما قل افراز الدموع كانت الأعراض أكثر شدة وألماً في العين، ويوضح الدكتور أحمد حتحوت تختلف أسباب جفاف العين منها استعمال القطرات الطبية لفترات طويلة بدون داع، والتي من الممكن أن تتسبب في موت خلايا افراز الدموع بسبب المواد الكيميائية في القطرات الطبية، والتعرض الطويل لأشعة الشمس والتيارات الهوائية وأخيراً هناك بعض أمراض الروماتويد التي تسبب تلفاً في الغدة المسئولة عن إفراز الدموع لها آثار مرطبة خطيرة فهى تسبب سحابة على قرنية العين يتعذر معها الرؤية وتؤدي الى انعدام الرؤية تماما مع الوقت بسبب السحابة، ويعتبر علاج سحابة القرنية الناتجة عن جفاف العين من أصعب الحالات على الاطلاق لأنه في حالة زرع قرنية جديدة سوف ترفض فوراً بسبب الجفاف الموجود بالعين، ولهذا يجب علاج الجفاف بطريقة جذرية قبل عمل جراحة ترقيع القرنية وفي الأحوال العادية التي يكون جفاف العين لم يؤد الى سحابة على القرنية يكون العلاج عبارة عن قطرات لزجة شبيهة بالدموع الطبيعية وأكثر لزوجة قليلاً لتحافظ على ترطيب العين، أما في الحالات التي حدثت فيها سحابة على القرنية فهناك بعض الحلول الجراحية مثل زرع الغشاء الأمونيومي المستحضر من مشيمة الأم، والذي من الممكن أن يرطب العين. ويشير الدكتور أحمد حتحوت الى أن هذه الحلول يجب أن تجرى قبل عمل جراحة ترقيع القرنية، ويؤكد أن الوقاية خير من العلاج عن طريق تجنب الأسباب التي تؤدي الى جفاف العين وتجنب استعمال القطرات الطبية بدون ضرورة لفترات طويلة، وعدم التعرض الكثير لأشعة الشمس والابتعاد عن مصادر الاشعاعات والتيارات الهوائية واستشارة طبيب العيون قبل استعمال أي مستحضرات طبية قد يكون تأثيرها خطيراً على العين بسبب الاستعمال العشوائى لها وننبه على أن العلاج الذي يصفه الطبيب لمريض لا يناسب مريضاً آخر حتى لو تشابهت نفس أعراض الإصابة بل إن العلاج للمريض نفسه يختلف من فترة زمنية لأخرى.