لسبب وجيه، يسمح لرواد الفضاء أن يقضوا ما لا يزيد عن ستة أشهر على متن المركبة الفضائية الدولية التي تبعد قرابة 200 ميل عن سطح الأرض. ففقدانهم لكتلة العضلات والعظام في الفضاء يؤكد على عدم قدرتهم على البقاء في الفضاء لمدد أطول. لكن ماذا عن التأثير الصحي الذي سينجم عن الرحلات السياحية الفضائية المستقبلية التي ستنطلق في المدار الفضائي، والتي سيستقلها سياح الفضاء ممن لم يتلقوا تدريبات كافية تؤهلهم للصعود إلى الفضاء؟ وطبقا لمقال كتبه علماء من أميركا الشمالية في المجلة الطبية البريطانية، يجب على الأطباء الممارسين أن يكونوا مستعدين بإجابات لأسئلة من يعودونهم من المرضى حول مدى جاهزيتهم للسفر في الفضاء في المستقبل القريب. إلا أن عددا قليلا من الأطباء الممارسين سيكون لديه خبرة كافية بطب الفضاء حتى يتمكن من إسداء النصيحة لهذا النوع من المسافرين. وأظهر بحث سابق أن رحلات الفضاء تحدث تغييرات عضوية في جسم الإنسان، إلا أن إمكانية تأثيرها على الوضع الصحي لسائح فضائي غير مؤهل بدنيا يبلغ من العمر 50 عامًا يظل أمرًا غير واضح. يتوقع ديفيد غرين، أستاذ علم الوظائف البشرية والفضائية بكلية كينغز كولدج بجامعة لندن، أن يستقل عدد لا بأس به من السياح خلال العامين القادمين، أو ما يقرب من ذلك، رحلات فضائية مدارية على متن مركبات فضائية ستجهز خصيصا لهذا النوع غير المدرب من رواد الفضاء.